التأسيس القومي الاجتماعي
هو بزوغ فجر القيامة السورية
الطبيعي حقٌ وقدر
ولادة الناس ومماتهم قدر.فمن وُلد لم يكن باستطاعته أن يختار ولادته ولو اجتمعت لديه قدرات الناس جميعاً . وعندما تأتي لحظة الممات ، ليس بمقدوره أن يرد عنه حالة الموت ولو اجتمع على مساعدته أهل السماوات والأرض ، كما لا يستطيع أي مخلوق في هذا الوجود أن يعاونه على التخلص من المصير المحتوم . بل هو في الحقيقة محكوم بالولادة كما هو محكوم بالموت . وهذا هو القدر الذي لا مفر منه ولا مهرب . وفي هذا يتساوى الناس جميعاً اناثاً وذكوراً من صغيرهم الى كبيرهم ، ومن عالمهم الى جاهلهم ،ومن صالحهم الى فاسدهم ، ومن مؤمنهم الى كافرهم .
هذه هي حقيقة الخلق الطبيعية: ولادة وموت ولا قدرة لأحد من المخلوقات على تغيير ناموس الخالق في الخلق .
المساواة بين جميع الناس باطل
لكن الناس من الولادة الى الممات غير متساوين مهما توهم البعض انهم متساون . وهذا لا يقلل من قيمة واهمية قول الامام علي بن أبي طالب الذي قال ” الناس اثنان:اما أخ لك في الخلق، واما أخ لك في الدين” فالأخوّة لاتعني التساوي . والمساواة يجب ألا يلتبس معناها بالأخوّة. فيمكن القول أن جميع الناس أخوة وهذا صحيح ، ويستحيل القول بأن جميع الناس متساوون . وفي الاصرار على تساوي جميع الناس كل الخطأ والتيه والضلال .
ولأن الناس غير متساوين في النوايا والأقوال والتصرفات والأعمال والرؤى والأسماع والاحساسات والمشاعر والحواس والذاكرات والتصورات والانفعالات ، فان مفاهيمهم واعتقاداتهم متعددة بتعدد بيئاتهم ومجتمعاتهم ومستويات ثقافاتهم وتطوراتهم.
ولما كانت مسيرة الحياة الانسانية التطورية تسير دائما من الماضي الى الحاضر،ومن الحاضر باتجاه المستقبل ،ومن الوراء الى الأمام ، ومن الجهل الى المعرفة ، فان الناس ينتشرون على هذه الطريق بين ماضويين وحاضريين، ولا يجوز أن نقول بالمستقبليين لأننا لم نصل الى المستقبل بعـد ، بل علينا أن نقول بالطامحين أو الطامعين أو الحالمين بالمستقبل .
الولادة والموت قدر وموهبة القيامة حق وقدر
واذا كان الماضويون قد استقر فكرهم على البقاء في الماضي، فان الحاضريين أي الذين يعيشون في زماننا ، يمكنهم أن يوجهوا فكرهم الى المستقبل ويسعون الى بنائه ، كما يمكنهم أن يوجهوا أنظارهم الى الماضي ويستقرون مستسلمين في زواياه . فيصح عندئذ القول أن من الناس من يحب البقاء في الخلف والنظر الى الوراء، ومنهم من يعشق السير في الطليعة ويسعى الى الأمام . ومنهم من يحسب جهله علماً ولا يقبل العلم بل يحسب العلم بدعة والمعرفة هرطقة ، ويعتقد أن الفنون مضيعة للوقت ، وأن ممارسة الأخلاق والتحدث عن فضائل الحق والعدال كلام في كلام . حتى أنه التبس على كبار الشعراء المبدعين أمثال المتنبي وجبران خليل جبران هذا الأمر فتوهما أن الظلم والشر هما من طبيعة النفوس وفطرتها فقال المتنبي :
“والظلمُ من شيم ِ النفوس ِفإن تجد
ذا عـفـة ٍ فـلعة ٍ لم يظلم ِ”
وجاراه جبران خليل جبران في القول :
“الخيرُ في الناس ِ مصنوعٌ إذا جُبروا
والشرّ ُفي الناس ِلا يفنى وإن قــُبـِروا”
وعلى خطاهما وبتأثيرهما سارعلى نهجهما غالبية الأدباء والشعراء والنقاد فكأن الظلم والشر في منظور المتنبي وجبران شيمتان ثابتتان قدريتان كثبات وقدرية الولادة والموت ،ولم ينتبها الى موهبة الله العليا او أمانته العظمى التي استودعها في الانسان ليرفعه بها الى ما لا تستطيع ملائكة السماء الوصول اليه،وما لا تقدر شياطين الماضي والحاضر والمستقبل على حجبه بكل ما أعطيَ لها من أساليب الخداع وفنون الأغراء والأغواء، وسلطان الفتن واثارة النعرات .
لقد كان حكمهما عاما ً مطلقا ً شاملاً ولم يستثنيا أحداً من الناس، ولا أمة من الأمم . ولم يخطر في بالهما أن صاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العظمى ، والقدرات الأسمى برمج الانسان وجهّزه ببعض من روحه فاستطاع ابن الانسان أن يوقظ الحياة في الميت ، وأن يعيد النظر الى الأعمى ، وأن يمزق الحجب عن الأصم ، ويُسمع الأطرش ويفك عقد الشلل التي جمدت اللسان ويُنطق الأخرس بالمعرفة والعلم وبوحيّ الخالق الذي هو روح الله في الانسان ، فيدوي صوت الانسان في فضاء الأرض والسماء هاتفاً :
“المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.
ويتردد صداه في أرجاء الكون بأنغام ساحرة لانهائية الألحان تعزفها جوقات الشموس والكواكب والنجوم والأقمار وجميع المخلوقات عنوانها :
“لا الـه الا الله. انه على كل شيء قدير” .
لكل شيء محور
ولأن الخالق وحده القدير على كل شيء ، فقد خلق كل شيء بقدر ولأجل ٍ ولغاية ، وجعل لكل شيء مركزا تدور خلاياه حوله لتستمرالى الأجل المكتوب ، وتشارك في تحقيق الغاية السامية .فاذ انفصلت خلية من الخلايا عن محور مركزها فقد انقرضت وتحولت الى هباء . وهكذا كان للشمس مركزاً تدور حوله ، ولكل كوكب مركزه ، وللأرض مركزها الذي يحفظها من الانفراط ،وللانسانية مركزها الذي يهديها ويبعدهاعن الجاهلية، وللفرد الانساني أنثى كان أو وذكراً أيضا مركزه الذي لا قيمة له بدونه . فمن عقل من الناس هذه الحقيقة فقد اهتدى ، ومن اهتدى فقد كان الأجدر على فهم أسرار الخالق،والأقدر على هداية الناس،والأقوى على تحمّل المسؤولية ،ولم يكتف بالمكتوب القدري بل نهض وانطلق لكي يثبت ويبرهن ان المواهب التي منحها الخالق له لم تذهب سدى بل حافظ عليها وعمل بها وفعلّها وأطلقها بين الناس معرفة وحكمة وعلما وفضيلة وانتاجاً وأبداعاً فاستحق أن يكتب له الله بما أنتج وابدع بمواهبه فوق ما هو مكتوب في كتاب القدر.
سورية محور الانسان الحضاري
ولأن بلاد الرافدين والشام أي سورية الطبيعية تقع في مركز كرة الأرض،ولأنها أثبتت أنها كانت ولا تزال رحم الانسان الحضاري الذي انصهرت فيه الاتنيات والجماعات والرؤى والافكار والمواهب والرسالات والتعاليم السنية والتطلعات الى الأنفع والأحسن ، فان كل مايصيبها يؤثر على الكرة بكاملها ، وعلى الناس أجمعين . ولذلك كانت مهد الحضارة.ولأن شعبها الذي تعود اليه كل عناصر وأصول الانسانية ، فانه المنبع الأصيل لكل محبة ورحمة ورأفة على جميع سلالات البشر.
ولأن أبناء المجتمع السوري كانوا أول من عقل حقيقة الهدى ، فقد اختار الله رسله الى العالمين منهم . وكانت سورية حاضنة رسالاتهم التي انطلقت لتعلم البشر ما لايعلمون ، ولتخرجهم من ظلمات الجهالات الى نور المعرفة والفضيلة .
ولهذا لم يكن اختيار الله لحمورابي وأليسار وماري وبيتاغور وزينون وسميراميس وزنوبيا وموسى ومريم العذراء ويسوع ومحمد أبناء بلاد الشام و الرافدين صدفة من الصدف ، بل كان اختيار الله لهم لأهليتهم وكفائتهم وجدارتهم على حمل أفكار وتعاليم وقيم الهدى والفضيلة والرقيّ والايمان والارادة وقوة العزيمة .
ولو لم يكونوا أهلاً لذلك وقادرين على حمل ايحاءات وإلهامات الله، وفهم واستيعاب ما يرضاه للخلق وما لا يرضاه لما كان لهم أي شأن في الوجود ،و لما ائتمنهم على وحيه والهامه،ولما أعطاهم الصحة والعمر والقدرة على بث أفكارهم وأفعالهم وممارساتهم ومواقفهم التي استمرت بعد رحيلهم مشاعل هداية للأمم جيلاً بعد جيل ، وعصراً أثر عصر.
الله لا يختار المعقوين روحا وفكرا وخـُلقاً لرسالاته
الله لا يختار محنطي عقل، ولا مشلولي بصيرة ، ولا مبلبلي فكر ، ولا مقعدي عزيمة ، ولا عجزة تمييز، ولا عديمي معرفة، ولا فاقدي ايمان ولا مشوهي أخلاق، ولا مخمولي إرادة ، بل يختار ذووي العقول السليمة ، والبصائر الواعية ، والأفكار الواضحة المفيدة ، والعزائم القوية ، وقوى التمييز الحكيمة ، والمعرفة النافعة ، والايمان الشديد ، والأخلاق الكريمة ، والارادة التي لا تعرف عجزاً .
ولهذا انحصرت رسالات السماء نشوأ ًوانطلاقاً وممارسة ً وتحققاً في المتنورين المستنيرين وخاصة في بلاد الشام والرافدين حيث تبرعمت ونمت وازهرت وأورقت وأثمرت البذور الأولى لخروج الانسانية من عهود ظلماتها بالتمييز ما بين الصالح والفاسد ، وما بين النور والظلام وما بين الحرارة والبرودة ، والنهار والليل ، والصحة والمرض ، والاستقرار والقلق ، والعمار والهدم ، والفرح والحزن ، وبين ما ينفع وما يضر لتتكون بداية الحضارة ، وتـُفتتح الطريق بين الأرض والسماء ذهاباً واياباً ، وصعوداً ونزولاً ، وتلاقياً وعناقا ،وليسجل التاريخ أن خير من حمل الرسالات الأولى من الأرض الى السماء ومن السماء الى الأرض والى جميع بني البشر كان أبناء هذه البلاد من أمثال ملكي صادق وحمورابي وسنكن يتن وابراهيم بن أور وموسى وماري وسميراميس وأليسار وزنوبيا وبيتاغور وزينون والعذراء ويسوع الناصري الآرامي ومحمد العدناني المتحدر من الأرومة الكنعانية السورية .
وجميع هؤلاء هم أبناء بلاد الشام والرافدين السورية أي بلاد الهلال السوري الحضاري الخصيب .
حملة رسالات النور سوريون
فحامل رسالة الوصايا العشر هو سوري، ووصاياه من التراث السوري ، ولا يستطيع تحقيقها الا الذين رضعوا وتغذوا ونموا وكبروا ونضجوا بغذاء النفسية السورية الراقية ، والعقلية السورية المبدعة .
لقد مسخ حاخامات الفتن رسالة موسى وحوَّروها وحوّلوها من موسوية أخلاقية الى يهودية بغيضة جاحدة بكل القيم الانسانية ، وطوروها تقهقراً الى صهيونية مخربة لمزايا النفس الانسانية النبيلة التي ارادها الله في الناس صورة لرأفته ورحمته وغفرانه .
كفرت بيسوع الناصري وأنكرت ولادته ومجيئه وتعاليمه وعملت على ايذائه وصلبه ولا تزال حتى يومنا هذاعلى نكرانها .
وحاربت رسالة النبي محمد وآذته وعملت على تسميمه ولا تزال تعمل على تشويه تعاليمه ودس السم فيها .
والسيد المسيح هو سوري أيضاً ، وسماوية رسالته هي في سوريتها القائمة على القيم العليا التي أطلقها يسوع الآرامي الكنعاني الى الناس أجمعين ، وبُعث بها محمد العدناني الكنعاني السوري رحمة للعالمين . وجسدها عباقرة سورية ونوابغها على مدى الأجيال حياة وحقاً وتألقاً . حياة مُحبَّة في قيامها انتصار على الموت . وحق ساطع في اقامته اجتثاث جذور الباطل وبذوره . وتألق متلأليء في قيامته تشع النفوس الجميلة، وتنتصر القلوب المحبة، وتنتعش العقول المنفتحة على الله والكون والانسان .
وبقيامة الحياة والحق والتألق يكون الفتح العظيم المتجدد المتنامي الذي ارتضاه الله للصالحين من خلقه ، واراده الصالحون من الناس نهجاً للتقرب الى الله وحياة تحابب وسلام بين الناس .
القيامة انتصار الحضارة عللى الجاهلية
الفتح يعني الانتصار . ومفهوم الانتصار يختلف عند الناس وفقاً لنظراتهم ورؤاهم وعقائدهم وحالاتهم الهمجية والحضارية . فللهمجيين يعني الانتصارالغلبة وقتل المغلوبين ،واحتلال ارضهم، واستعباد الذين لا يزالون على قيد الحياة من النساء والرجال ، واستخدامهم عبيداً لاشباع شهوات وغرائز وملذات الغالبين الذين يدخلون وطن المغلوبين بجيوشهم دخول الفاتحين المجرمين بعد أن قتلوا الكثير من الناس ، وخربوا معالم البلاد واستباحوا الحرمات ، فانكسر أحد جناحي الاجتماع الانساني وأصيبت همة المجتمع بمرض الخمول، وسقطت الروح الانسانية في الرتابة والبلادة .
أما الانتصار بالنسبة للحضاريين ، فانه يعني غلبة مفاهيم الرقي على تقاليد الهمجية ، وافكار التمدن على وسوسات التوحش ، وانجازات العلوم والفنون على انفعالات الجاهليات والرتابات . فيدخل الغالبون الى قلوب المغلوبين بطهارة المحبة ، ولطافة الكلمة ، ونزاهة العمل . ويوقظون العقول ، وينبهون المدارك ، ويمسكون بأيدي المغلوبين ليدلوهم الى طرق الحياة الجميلة وسبل الرقي النافعة تماماً كما دخل الأنبياء والصالحون دخول الفاتحين الى قلوب وعقول المغلوبين وجعلوا منهم غالبين فبُعثت الحياة في الجناح المغلوب فاستقام وعادت الاجتماعية الانسانية الى التحليق في فضاءات التقدم الاجتماعي والرقي الانساني .
ان جيوش الجاهلية لا تستطيح تحقيق فتح حضاري مهما كثرت جحافلها واستفحلت فظائعها ، بل جل ما تستطيعه هو الدمار والخراب والعودة بالانسانية الى ظلمات العصور البائدة . أما رواد الحضارة فيستحيل عليهم أن يحققوا فتحاً همجياً مهما تراكمت عليهم الصعوبات والمظالم والويلات لأنهم أبناء نور والنور يحيي وينعش ولا يمكن للنور أن يهرب من الظلمات لأن ليس للظلمة وجود الا في غياب النور .
قيامة سورية في نهضتها القومية الاجتماعية
ان الفتح الذي تتجه اليه النهضة السورية القومية الاجتماعية وتعمل على تحقيقه في المجتمع السوري وفي العالم العربي وفي العالم أجمع هو الفتح الحضاري الذي وُلد في بلاد الشام والرافدين ، ورضع من أثداء الفضيلة والحكمة والمعرفة والفن ولا تزال منائره تتلألأ بحكمة حكمائه،وفضائل أنبيائه ومصلحيه،ومعارف وعلوم عظمائه ومفكريه وفنون مبدعيه وبنائيه ومفجـّري خيراته ومنتوجاته زراعة ً وصناعة ً وفنوناً ورخاءً وصراعاً وبطولة ً وعطاءات وتضحيات وفداءً وكل ما تحتاجه الانسانية من مكارم القيم ، وعزائم الهمم ، وأرقى روائع الأمم .
القيامة العظيمة هي التي تسعى الى تحقيقها حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية التي جعلتها غاية لها وايماناً واعياً يتعمق ويتسع بتعاقب الأجيال ولا يتآكل ويضمر بكوارث الدهور .
أوليست قيامة حضارة بلاد الشام والرافدين في قيامة انسان- مجتمع هذه البلاد الذي يعمل ويجاهد لتحقيق النهضة القومية الاجتماعية التي غايتها العظمى.
” بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مباديء حياة الأمة … واقامة نظام قومي اجتماعي جديد يؤمن مصالحها ويرفع مستوى حياتها … والسعيّ لانشاء جبهة عربية تكون سدا ضد المطامع الأجنبية الاستعمارية وقوة لها وزن كبير في اقرار المسائل السياسية الكبرى في العالم … ”
وهذه النهضة لا تقتصر فائدتها على الأمة السورية فقط بل على العالم بجميع أممه وقد أعلن مؤسس حركة النهضة هذه العالم الاجتماعي والفيلسوف انطون سعاده في خطابه في الارجنتين سنة 1939 : منذ انطلاقتها :
” أن ليس بالمبدأ المادي وحده يُفسّر التاريخ والحياة تفسيراً صحيحاً ويشاد نظام عام ثابت في العالم ، وانه ليس بالمبدأ الروحي يحدث ذلك . وأننا نقول بأن التاريخ والحياة يُفسّران تفسيراً صحيحاً بمبدأ جامع – بفلسفة جديدة تقول ان المادة والروح هما ضروريان كلاهما للعالم … وان النظام الجديد للعالم لا يمكن أن يقوم على قاعدة الحرب الدائمة بين الروح والمادة – بين المبدأ الروحي والمبدأ المادي- بين نفي الروح المادة ونفي المادة الروح، بل على قاعدة التفاعل الروحي – المادي تفاعلاً متجانساً على ضرورة المادة للروح وضرورة الروح للمادة – على أساس مادي – روحي يجمع بين ناحيتي الحياة الانسانية … بهذه الفلسفة- فلسفة القومية الاجتماعية – تتقدم النهضة السورية القومية الاجتماعية الى العالم واثقة انه يجد فيها الحل الصحيح لمشاكل حياته الجديدة المُعقّدة ، والأساس الوحيد لانشاء نظام جديد تطمئن اليه الجماعات الانسانية كلها وترى فيه امكانيات الاستقرار السلمي واطراد الارتقاء في سلّم الحياة الجديدة .”
القيامة السورية حق وقدر أحرار سورية
ان قيامة سورية لأنها رحم بزوغ الوعيّ السليم ، وساميات القيم الانسانية ، وصالحات الأعمال في الوجود هي حق وقدر الأقدار لحرائرها وأحرارها، ولن تكون في الوجود قيامة لغير الوعيّ السليم، وساميات القيم ،وصالحات الأعمال ، وهمم الذين اختصروا معنى الحياة وقيمتها بوقفة عز فقط . وهذا ما قرأناه واستوعبناه وفهمناه عندما نظرنا الى أعماق نفوسنا ، ووارتاحت نفوسنا الى كشف أسرار الآفاق البعيدة.ومن المحال أن لا تقوم قيامة سورية التي كتبت أبجدية التاريخ الروحية- المادية، ولم يعرفها التاريخ البشري الا نبع نبوغ ، ومنارة اشعاع ، ونهضة تجديد ،ومسيرة جهاد ، وتألق بطولة ٍ من نور ونار. نورٌ يقهر الباطل بالحق ، ويقضي على الشر بالخير، ويمحو البشاعة بالجمال . ونارٌ تحرق أرحام الجاهلية والجاهليين ، و تسحق بذور الفساد والفاسدين ، وتجتث جذور الاجرام والمجرمين المعتدين ، فتكون بذلك قيامة سورية المتجددة لخيرها وخير العالم بتعميق الوعيّ المجتمعي الانساني والمتجددة بالبطولة الفروسية المتألقة الباعثة الحياة النهضوية في جسم المجتمع الذي أنهكه الغزاة الطغاة بخناجرهم المسمومة ، فتسري بذلك دماء الوعيّ الاجتماعي والعز القومي في العروق لتلتقي في دمشق بغداد وبيروت ، وعمان والكويت ، وأسيرة المدائن القدس ، وتكون بذلك القيامة التي تصنع طور الانسانية الجديد ، ونظام العالم الانساني الجديد .
الأمين يوسف المسمار
البرازيل
المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرزيلية