العدالةُ الطرشاء والقضاءُ الأعمى
تحية الى الأمينين نبيل العلم وحبيب الشرتوني الجديرين بالحب والاحترام والتقدير، اللذين بترا سلطة الخيانة واستأصلاها ، وعملا بحكمة الشاعر الحكيم بوبليو السوري الذي قال :” من يترددُ في معاقبةِ الخونة يزيدُ في أعدادهم” ولم يأبها لسلطة قضاة الجاهلية المسوخ الذين هم مأساة العدالة،ولا لهمجية أعداء الشعوب العزيزة.
لا تَـطْـلُبَـنَّ مِنَ الطُـغـاةِ عـدالـة ً
إنَّ العـدالةَ في الطُغـاةِ تَـوَحُّــشُ
وانْهَضْ بعـزمِ المؤمنينَ بحقِّهِـمْ
إنَّ النُهوضَ على الحقيقةِ مُنعشُ
واعْـلَـمْ بأنَّ الحَـقَّ أجَـمَـلُ قيمةٍ
من دونهـا كُـلُّ الحيـاةِ تَشَـوُّشُ
فالحَـقُّ يَعـني أنْ نعـيشَ أعـزَّةً
والعـزُّ يَعني للسـنـاءِ تَـعَـطُّـشُ
إن هالنا ظُـلْـمُ الطُغاةِ فقدْ غدا
فينا التَّـذَلُّـلُ بالخُمـولِ يُعَشِـشُ
فالعَـدلُ في أهلِ البغاءِ عجيبةٌ
والظُلمُ في أهلِ الفضيلةِ يُدهشُ
لا يَطْلبُ الإنصافَ من أهلِ الزنى
إلا الـذلـيـلُ الحائـرُ المُتَـشَوِّشُ
يا أيها الأحـرارُ في أعـمـاقـكُـمْ
نبعُ الكرامةِ والتَحَرّرِ فاختـشوا
واسْتلهموا روحَ التَحَـرُّرِ بالجهادِ
وبالفـداءِ تُرابَ أرضِكُمُ افْرشوا
ما كـان للطاغي اجتـيـاحَ بلادنـا
لولا الأُلى باعواالكَرَامةَ وارْتَشوا
فاستأصِلوا روحَ الخيانةِ وانْهَضوا
وعَنِ التباغـضِ بالتحاببِ فَـتِّـشـوا
لا حَـقَّ إلاَّ للأعِــزّةِ فـانهـضـوا
وعلى جَبينِ الشمسِ مَجْدَكمُ انقُشوا
كُـلُّ الحَـقَـارةِ في تَـسـَوِّلِ حَـقّـنا
منْ ظالـِمٍ والظُـلْمُ عَـدلٌ أطْـرَشُ
فالحَـقُّ إيـمـانٌ تَـفَـجَّـرَ نَهْـضَـةً
والى البطولةِ والعلاءِ يُـوَشْوِشُ
والعَـدلُ من شِـيَـم الكِـرامِ مَحَبةُ
ومن اللِئـام تَغَـطْـرسٌ وتَهَـوُّشُ
لا يَقبلُ الظُلمَ البغيضَ سوى الألى
فَـقَـدوا الحَيَاءَ وبالهَـوانِ تَهَمَّشوا
أوغـادُ لـبـنـان الأذلـةُ شَـوّهـوا
وجهَ القضاءِ وبالسفالةِ زَركشوا
وتَـفاخـروا بـبغائهم واستسلمـوا
لأوامـرٍ فيهـا الفـسـادُ يُعَـشّـشُ
حجبوا العـدالةَ بالبغاءِ ولم يَعوا
أنّ العـدالـةَ نـورُها لا يُـخْـدشُ
مهما القضاةُ الفاسدونَ تسافلوا
وبكُـلِّ أعـذارِ الرذيلةِ دردشوا
فالعدلُ لا يفنى برغبةِ حاكِـمٍ
مسخٍ بتبـريـرِالخيانةِ يَجْهَشُ
والحـقُّ لا يهـوي بحُكْـمِ مُنافـقٍ
ظَـنَّ الحقيقـةَ بالنـفـاقِ تُهَـمَّش
ان الحقيقة كلُّ ما يُرضي العُلى
وبها يُـدانُ مَن افترى ويُهَـوِّش
سَفُلَ القضاءُ اذا افترى في حُكمهِ
وغَوى القُضُاةُ ونافقوا وتَجاحشوا
وحقيقـةُ الأبطالِ أن خُـلودَهُـمْ
أبَـداً بآيـاتِ البـطـولـة يُـنْـقَـشُ
طوبى لمنْ بَترَالخيانةَ وارتقى
عَـلَماً يَـهُـزُّ الغافليـنَ ويُـنْعشُ
فَهُـوَالنَبيـلُ وبالأمانـةِ خالِـدٌ
وهُوَ الحَبيبُ وبالبُطولةِ عائِشُ
إنَّ الحبيبَ هُـوَ النبيلُ بفعلهِ
وكذا النبيلُ هوَالحبيبُ المُدهِشُ
بِهِما الأمانةُ للكرامةِ أصْبَحَتْ
تَسْتنفرُالمَيْتَ الأصَمَّ وتُرعِشُ
وتظلُّ ما امتـدَّ الزمانُ منارةً
بالنورِفردوسَ المَناقِبِ تَـفـرشُ
الرفيق يوسف المسمار- البرازيل