لـنـان أفـصـح

لبنان أفصحْ

 

لبنان أفصحْ ولا تخش الذي فعـلـوا

فالحقُّ أعلى دَرَى الباغونَ أم جهلوا

 

لا يُـقْهَـرُ الحَـقُّ أو تَهـوي مكانتُـهُ

مادامَ فـيـنـا شُــعاعُ الحَـقِّ يشـتعـلُ

 

شاؤوكَ للجهـلِ والاقطـاعِ مزرعـة

وقـد أردنـاكَ صَرحاً للسَـما يصلُ

 

باعـوكَ للمُعـتَـدي الباغي بمنفعـةٍ

وكــمْ دفعـنا دمــاءً كُـلّمـا انخذلـوا

 

شــاؤوك للـذلِّ يا لبـنـان قـلعـتـهـمْ

وقـد جـعـلناك دنـيـا مـا بـها زَغـَـلُ

فَـهَـمُّـهُـمْ كانَ في تمـزيـقِ لُحْـمَتِـنا

وهَـمُّـنا كانَ في تصحيـحِ مافعلـوا

 

تـفكيـرُهُمْ ضَلَّ في تـقـزيـمِ رابيةٍ

وفـكـرُنـا الحُـرُّ أن يستألـهَ الجبـلُ

 

قـد شَـوَّهـوا الأرضَ والإنسانَ ويلهـمُ

وبالشـرايـيـن ضَمـَّدنـا الـذي عـمـلـوا

 

بالجهل كانوا وما زالتْ مجامعُهم

بالجَـهـلِ تـنقـادُ ، بالأحـقـادِ تـنشغــلُ

 

كـأنـما الـوعيّ ُ لـمْ يـبـدأ بأمـتـنـا

والعـلمُ والنـورُ والتحضيرُ والمُثُـلُ

 

عاشوا الخرافات لم يحييـوا حقيقـتهم

بالوهم ظـنّـوا دُروبُ العـزِّ تُخـتَذلُ

نامـواعلى الـذُلِّ كالموتى فما خَفَقَتْ

فيـهـمْ بـقـايـا ولا رفَّـتْ لهـمْ مُقَـلُ

 

قـد عاهـدوا العارَ أن يـبقـوا له أبـدا ً

لا يُـذكـرُ العــارُ إلا فـيهـمُ المَـثَـلُ

 

ما أصعب الصمت يا لبنان قـلْ لهمُ

دستورهمْ عارُ، بل ميثاقـُهـمْ خـجَـلُ

 

بيروت ثـوري ولا تُـبـقي عـلى أثـرٍ

يـنحازُ للظـُلم ، أو بالحـقـد ِ يـتـصـلُ

 

يا ذلَّ لـبـنـان مشــدوداً الى زمـنٍ

مَـيْـتٍ تهاوى وفيـهِ استفحـلَ الشَـلَـلُ

 

لـبـنـان كـنْهـا أعـاصـيـرا ً مُـدمِّـرة ً

تـمـتـدُّ تـمـتـدُّ حـتى يـنـتـهي الـدَجـَلُ

لا نصنعُ   المَجـدَ ما دامتْ شعائـرُنا

الجهـلُ والغِـشُ والتسـويـفُ والكَسَـلُ

 

بل نصنعُ المَجدَ ان صارتْ لنا هِـمَـمٌ

آفـاقُـهـا العـلـمُ والتحسيـنُ والعَـمَـلُ

 

لبنـانُ بالغِـشِّ حُـكـمُ المـوتِ حصتُـهُ

والنصرُ بالصدقِ مهما اشتدت العِلَـلُ

 

بالعـلـمِ جـئـنا ظلامَ الجهـلِ نَطْـرُدُهُ

مشعـالُـنا العَـقـلُ لا شـكٌّ ولا جَـدَلُ

 

يا ذلَّ منْ رامَ ان يطفي مشاعـلـنـا

فنحـنُ كالشمسِ فينا استوطنَ الأزلُ

 

سرُّ البطـولاتِ في استمرارِ نهضتـنا

نبعـاً من النـورِ فيهِ الحَـقُّ يغـتسلُ

 

لبـنـان غـرِّدْ ســنبقى فـيـكَ زوبعـةً

آفـاقُـها العِــزُّ والانـقـــاذُ والأمـــلُ

الرفيق يوسف المسمار

البرازيل

من ديوان ” لهب النهضة ” طبعة 16 تشرين الثاني سنة 1978 والصادر في طبعة ثانية في 16 تشرين الثاني سنة 2010

إقرأ أيضاً

الحبُّ المبدع

الحبُّ المبدع الحبُّ المبدع – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper وبدون أنْ تدري وأدري هزَّنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *