لـهَبُ النهضة

 

 

لـهـبُ النـهـضة

 

الحرب بين النور والظلام حرب أبدية أزلية وهي سنة طبيعية دائمة مهما تعاقبت العصور وتبدلت النواميس ، وكلما حُجب النور حلَّ الظلام ولا ظلام مهما كان حالكاً في حضور النور، بل ان شعاعاً صغيراً من أشعة النور يمزّق كُلّية الظلام. ولذلك” ليس لابن النور صديق بين أبناء الظلمة . فبقدر ما يُقدّم لهم من المحبة يُقدّمون له من الكراهية والبغضاء “. كل ذلك لأن مصدر النور المحبة،ومصدر الظلام البغضاء. وهيهات أن يتساوى النور والظلام.وبما أن النهضة هي خروج من الجمود الى الحركة ومن الغموض الى الجلاء ومن الانغلاق الى الانفتاح ومن الانحطاط الى التسامي ، فلهب النهضة ما كان ولن يكون الا لهب تنوير ينير طريق الهائمين :

 

طـارد الـجـهـلَ ، واشـتـعـلْ وتَـفَـجَّــرْ

أيـهـا الـنـورُ نـهـضـة ً لـيـسَ تُـقْــهـَرْ

 

شـرعُـها العـقـلُ في اكـتـناهِ المـعاني

واكـتـشـافِ الـقَـصـيّ مـما تَسَـتَّــرْ

تـبــدأ ُ الـفـعــلَ بانـطــلاق ٍ جـديـد ٍ

مُشـرق الـروحِ والـرؤى، لا يُـزَوَّرْ

 

لا تـرى العــزَّ في انـقـياد ٍ، ولكـنْ

في انـعـتاقِ العـقـولِ مـما تَـحَـجَّـرْ

 

فانطـلاقُ النـفـوسِ رهـنٌ بـوضـع ٍ

مستـمـر النـضـوج ، ينمو، ويَكبُـرْ

 

إنَّ معـنى النـهـوضِ وعيٌّ جـريءٌ

إنْ أتـاهُ الخُـمـولُ ، فـوراً، تَـطـورْ

 

لا يشـيـخ ُالنـهـوضُ بـلْ في نُـمُـوٍّ

كـلّـما إمـتـدَّ في السمـواتِ أبـحَـرْ

 

يـبـدأ ُالبـدءُ يـومَ بالوعيِّ نسمـو

نحـو دنـيـا الهُـدى، ونـعـتـزُ اكثـرْ

لا يصيـرُ البـنـاءُ كالشـمسِ ما لـمْ

يقظة ُالشعبِ من دجى الجهلِ تثأرْ

 

نحنُ لا شيء،لا، ولا شيء نـغـدو

إنْ بـقـيـنا بـوضعـنا الـمُـرِّ نـفـخـرْ

 

جـلَّ مـا فـي البـلادِ وهــمٌ وعــارٌ

واحـتـضـارٌ بـجـهـلـنـا قـد تَجـَـذَّرْ

 

وحــدهُ العــقــلُ إنْ أردنــا دلـيـلا ً

فـيه سـرٌ على اسـمهِ الويـلُ يُـبتَـرْ

 

ما بـجـهـلٍ نصيـرُ شعـبـا ًعـظيما ً

بـل بـعـلـم ٍ نـُصَـيِّـرُ الكـونَ أنــوَرْ

 

إنْ عـلـمـنـا فـكـلُّ نـصـرٍ قـريــبٌ

أو جـهـلـنا فـأيُّ فـوزٍ مُحَـظَّــرْ

يقـظة ُالشعـب ِخيـرُ كـلِّ انطلاق ٍ

إنْ أردنا الحياة َ شكلاً وجـوهَـرْ

 

لا تصـيـرُ الحـيـاة ُ فـعـلا ًحـيـاة ً

ما لـم الجهـلُ ينـتهي أو يُـدَمَّـرْ

 

نحـنُ نحـنُ الدواءُ ، والداءُ فينا

إن نهـضـنا ، فكُّـل داءٍ تَـبَخّـرْ

 

قـمّـة ُ العـارِ إن بقينا حيـارى

بين درب الهُدى وعهـدٍ تَحَجَّـرْ

 

عَـلِّم الناسَ كيفَ تُبنى الأعـالي

أيها النورُ، والحضاراتُ تُنشَـرْ

 

عَـلِّم الناسَ أن منهـمْ وفـيهـمْ

كـلُّ فـجـرٍ، وكُــلُّ لـيـلٍ يُـقَـررْ

ما وُجدنا ليَـذبُلَ العـُمـرُ فـيـنا

بل وُجـدنا ليُصبحَ العُمرُ أعمَرْ

 

يَعـمرُ العـُمرُ كلَّما الوعيُّ فينا

صارَ أعلى،وصارَ أبهى وأخيَرْ

 

نَـفـهَـمُ اللهَ يـومـهـا غـيـر فهـم ٍ

حينَ يبدو الوجودُ طوراً لأكبَـرْ

 

أيها السائرون في النورِ هـيَّا

نجعَل الكونَ ما استطعـنا مُنَوَّرْ

 

انمـا النـورُ لـمْ يَـقُـلْ كـلَّ شيءٍ

بل هـو الضوءُ إنْ خَمُلنا تَبَعثَر

 

عـابِـدُ العـتـمِ هـائـمٌ في ضـلالٍ

عاشقُ النورِ مُهتدي إنْ تّبَصَّر

فاملأ الأرضَ أيها النـورُ حتى

يهتدي الهائمون والحقُّ يظهر

 

قمةُ الوهـمِ إن أضعـنا طريقـاً

منذُ شُقَّتْ لغايـةِ العـزِّ مَـعـبَـر

 

شرعة ُ العـزِّ في دوام  ارتقاءٍ

مُستَمـِرٍ الى العـُـلى، لا يُـزَوَّر

 

نحنُ جيلُ الأساسِ نمضي ليأتي

غيرُ جيلٍ يُـكَبِّـرُ الكـونَ أكـثَـرْ

 

الرفيق يوسف المسمار                                                                                                                                                                             مدير اعلام عصبة أدب اللغة العربية المهجري في البرازيل

البرازيل

إقرأ أيضاً

الحبُّ المبدع

الحبُّ المبدع الحبُّ المبدع – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper وبدون أنْ تدري وأدري هزَّنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *