هيَ سوريا وطنُ الإباءِ الدائمُ

 

       هي سوريا وطنُ الإباءِ الدائم

 

     لا يسـلمُ الـوطنُ الجـريـحُ لأهـله ِ

إلا َّ إذا نـارَ البـطـولـةِ أضـرمـوا

     وتسـلحـوا بالـوعيّ في إيـمانهـمْ

وبكـلِّ ما يقضي الإبـاءُ تـقـدَّمـوا

     واستهـدفـوا المُـثُـلَ العلية َمثلمـا

قـِيَمَ الإصالة ِوالشموخ ِاستلهموا

     وتطوعـوا بـدم ِ الفـِدى وطـَهارهِ

وتنافسوا بنـبـوغـهـم وتـَزاحَمـوا

     وتعـاظـمَ الإيمـانُ في وجـدانهـمْ

وفـنونَ تـرقـية ِالحـيـاةِ تَعـَلَـمـوا

     وتَمَرَّسـوا الإبـداعَ في تفكيـرهـمْ

والقولَ والعَمَلَ الشريفَ وعمٍّموا

     واستعـمروا قـِمَمَ السـموِّ مـدارجاً

وحُقـولَ ما بـعـدَ السـماء ِتقاسموا

     والى عـروش ٍلا تُطـالُ بغـيـر ما

أعطى الإلهُ منَ المواهِبِ قد سَموا

     وهـنـاك في حُـضن الإلــه تألَـقـوا

واستأنسوا وتسـامـروا وتَـنَعّـمـوا

     وبـنـهـجِ كُــلِّ فـضـيـلـةِ لله ِ ربِّ

العالميـن عـلى المـناقـِب ِأسـلمـوا

     فتوقـفَ الـزمنُ الـرديء ُليـبـتـدي

زمنٌ بـروح ِ المـبـدعـيـن يُـقَـيـَّـمُ

     وتعطلت ألحـانُ تاريخ ِ السـفـولِ

بنهضة ِالواعين ألحانَ العُلوِّ تُـنَغِّمُ

     وتَـفـتَّـتْ صُـوَرُ الحـقـارة ِعـندما

رُسُـلُ الكرامة ِبالـدمـاءِ تَكَـرَّمـوا

     وتـَدمـرت دنـيا الفسـاد ِبما قضَتْ

روحُ ا لعـدالةِ فاستـقـامَ الأحـكَـمُ

     فبِـكـل ِ ذلك نستعـيـدُ شـمـوخَـنـا

وشـمـوخَ أمـتـنـا الـذي لا يُـثْـلَـم

 

     إنَّ الســـلامَ لأمـة ٍ في أرضـهـا

بـدم ِالضحايا والجماجم ِ يـُرسَـم

     يا أهـلنا دربُ الشُمـوخ ِعـزيـمةٌ

بـمـضائها مـن كـل ويـل ٍنُعْـصَمُ

     كـونـوا كما دينُ التسامي يقـتضي

حـرباً على كل الطـغاة ِ لـتَغـنَمـوا

     ما خافَ من شرِّالطغاة سوى الأُلى

بـنذالةِ العيشِ الحـقـيـرِتَـقَـمـقَـمـوا

     لا مـجـد للأحـــرارِ إلا َّعِـزُّهُــمْ

في أرضهم حيث الحيـاةَ تَـنَسـَّموا

     إن الـنـفـوسَ بـدون عــزٍّ شـأنهـا

شأن البهائـم ِ في الزرائبِ تُـلجَـمُ

     أرضُ الطَهـارةِ أرضُنا سنصونها

بدمائـنا مـهـما الأعــادي أجـرمـوا

     أرواحُـنـا أبـداً لعـزةِ شــعـبـنـا

فـي كـلِّ ســاح ٍللجـهــاد ِتُـقَــدَّم ُ

 

     بحـجارة ٍ حُـفِظَـت كرامة ُ شعبنا

فإذا الحـجـارة ُخَـيـرُمن يـتـكـلـمُ

     وبـنخبـة ٍ بجســومهـمْ ، لبـنانـنـا

قد صارَملحمة َالصمود ِيـُجَـسـِّمُ

     وبفـتية ٍ في الـرافـدين تـزوبعـوا

دكـّوا التغطرسَ والتـَجـَبـُّرَهـَدَّموا

     واليـوم في الشــام الأبـية ينـتهي

زمنُ الطغــاة ويستكيـنُ ويُهـزَمُ

     هي سـوريا لا غيـرها من قـال

للتارخ سجِّـلْ ما أريـدُ وأحسـمُ

     وطنُ الكـرامة سوريا وبدونها

لا شيء في هذا الوجود مُكَرَّمُ

     وطـنٌ بنـيْـنا بالقـلـوب ِسياجَهُ

تـتـحـطـمُ الـدنـيا ولا يـتحـطـَّـمُ

     وطـنٌ رَويـنا بالـدماءِ تُـرابَـهُ

سيَظـلُّ يـَنبضُ بالحياة ِ ويَـفـعـمُ

 

     وطنٌ شـريعتُه الهـداية ُ والفـِدى

لا يَـنـحَــني أبـداً ولا يـتـقَّــزَمُ

     وطنٌ عقـولُ المبدعين تصونُهُ

هيهات يوماً بالخمول يـُحَـجَّــمُ

     وطنُ نُـفـوسُ الأقـويـاء فـداؤهُ

أبداً يَـظـلُّ الى العُـلى يَـتـقــدمُ

     وطـنٌ زنـودُ الصادقين زنودُهُ

للمنتجين هـُوَ الشعاعُ المُـلهـِمُ

     وطنٌ عيـونُ الناهضين عيونُه

بـِغـَرامهِ النـصرُ الكـَبيرُ مُتَـيَّـمُ

     وطنٌ مُـحَـمَّـدُه التُـقى ومَسيحُـهُ

لا، لا يصيرُالى الفناءِ ويُـعـدَمُ

     وطنٌ ملائكة ُ السماء ِشُمـوسُه

سطعتْ عليه وباركـته الأنـجُـمُ

     وطـنٌ بـه اللهُ العـظـيـمُ قضاؤُهُ

خَـتَـمَ النـبـوغَ فبالنبوغِ يُـكـرَّمُ

 

     مـادام في وطن ِ النبوغ ِ أعـزة ٌ

فالمجدُ يشمخُ والتفـوُّقُ يـعـظـُمُ

     لا، لن نهونَ ولن تضيعَ حقوقـنا

فلصونهـا حـِمَـمَ المنـايـا نـقـحـُم

     نحنُ اعـتـنـقـنا في الحياة ِعقيدة ً

بسـلامها كـلُّ المـكارم ِ تَـسـلـمُ

     فـوجودُنا ، وحياتُـنا، ومصيرُنا

في غـيـرأبـراج ِالمعـالي بَـلغَـمُ

     وطنُ الشموخ ِ شموخُـنا ولعـزِّهِ

نحنُ الحُسامُ ونحنُ نحنُ المِعصَمُ

     فبـنا الشموخ ُبـِصدقـنا وصراعنا

وفـِدائـنا تـصـفـو الحـياة ُوتَـبـسـمُ

     نحنُ الحيـاة ُ ونحنُ أبنـاءُ الحيـاة ِ

وهَــمُّــنا مَـجـدُ الحـيــاة ِ الأدوَمُ

     للحَـقِّ نـبـقى والجهــاد ِ، فإنـمـا

بجهـادنا وَطَـنُ الشموخِ يُعَـظَّـمُ

 

     أبداً نسيرُالى الأمام ِعلى الهُـدى

وبـكـلِّ أسـبـاب العُـلى نَـتـحَكَّـمُ

     فـلـقـدْ بـدأنـا العـِزَّ في إبـداعـنـا

وبكلِّ مـا يـسـمو السموُّ سـنختِمُ

     يا أيهـا الـرفـقاء إنَّ شمـوخـكُـمْ

بشمـوخ موطنـنا يُصانُ ويسلَـمُ

     إنَّ الشــمـوخَ كـرامة ٌ أركانُهـا

وطـنُ الأمـان ِ وأمة ٌ تَـتَـعـاظَـمُ

     نـورٌ يـُـطـاردُ عـتمة ًومـواكـبٌ

تَمـشي الى ما لا يُـنـالُ ويُعْـلَــمُ

     هي سوريا روحُ العطاءِ وضوؤُهُ

ما اخـتـلَّ روحٌ بالضياءِ مُجسَّـمُ

     هي سـوريـا نبعُ الحـيـاةِ تَـدفُّـقـاً

أبــداً بأســرار الألـوهــةِ تُـلهـمُ

     هيَ ســوريا أمُّ المنـارات الـتي

لـنْ تـنطـفي أبــداً ولا تـتـعـتَّـمُ

 

     هيَ جـنّـة الأمــمِ الـتي الاًّ بهـا

لا تُـدرِكُ الملكـوتَ أو تَـتـنعَـمُ

     هيَ سُوْريا الزلزالُ في أحشائها

من عانـدَ الـزلـزالَ خارَ ويُعـدمُ

     زلـزالُ سُــوْريَّـا حـضارةُ أمـةٍ

هيهات تخضعُ للسقـوطِ وتُهْـزَمُ

     لا حقّ للأنذالِ في وطنِ الشموخ

فـحـظُّـهُـمْ أبـدَ الـزمــانِ جَـهَـنَّـمُ

     فمن ابـتـغى نِـعَـمَ الإلـهِ فسوريا

هيَ في الوجودِ الى السماءِ المَعْـلَـمُ

     من لا يعي هـذي الحقيقةَ جاهـلٌ

سـيـمـوتُ مَـخـبـولاً ولا يتـعـلـمُ

     فبسوريا بـدأتْ حضاراتُ الـدُنـا

وبسوريا وطنُ الحضـارةِ دائـمُ

     هيَ سوريا وطنُ الشُموخِ وروحُهُ

الاَّ بـهـا قِـيَـمُ الـهُـدى لا تســلـمُ

الرفيق يوسف المسمار – البرازيل

إقرأ أيضاً

الحبُّ المبدع

الحبُّ المبدع الحبُّ المبدع – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper وبدون أنْ تدري وأدري هزَّنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *