الى المعلم سعاده الذي فجر منابع الابداع في امتنا أقدم هذه الباقة من الخواطر في ذكرى مولده
ألإبـداعُ المتـزوبع
في ســوريا مهـد ِالحضـارة ِ تُــكـتـبُ
بالنــورِ أشـعـارُ الهُـدى وتُـكـوكـبُ
فالعـقـلُ أطـلــقَ للخـلــود ِ زوابـعـــا ً
غُــزلـتْ بـنــور ٍ لا يـغـيـبُ ويُحـجَـبُ
هيَ أن نُــطَـلِّــقَ غـفـــوة ً دهــريـــة ً
طـالـتْ ومـا زلـنــا بـهــا نـتـثـاءبُ
يـا أيـهـا الـعـرب استـفـيقـوا لـم يَـعـدْ
للنــوم ِ وقــتٌ فـالـتـخـاذل ُ مُـرعـِـبُ
مـا كـان في الـنـوم ِ الخـلاصُ لخامـل ٍ
أبـــدا ً ، وحـظ ُ الخـامـليـن ألأعـطـَبُ
هـيـهـات تــنـفـعُ نـائـمــا ً أضـغـاثُه ُ
مـا هـــام َ بالأضـغـاث ِ إلا َّ الأخـيَــبُ
إنَّ الحـيـــاةَ عـطــيـة ٌ مـن خـالـِـق ٍ
مـا كـــان يـومـا ً بـالخـليـقـةِ يـلعَـبُ
بـل أبــدعَ الإنـسـانَ كي يـحـيـا على
نـهـج التـحـَسُـن ِ لا يـحـيـدُ ويـهـربُ
ومـدى التَـحَـسـُّـن حـكـمـة ٌ وتـقــدمٌ
والى الإلــــهِ تــنـافـسٌ وتَـقَـــرُّبُ
واللهُ يـعـني اللانـهـايـة َ في النُـهى
إلا َّ الأعــزة َ لا يـُحــبُّ ويـرغــبُ
فـالعـزُّ في الـدنـيـا البـدايـة ُ للسـما
والعـزُّ في ألأخرى الثـوابُ الأحـبـبُ
هـذا هــوَ الإبـــداعُ: فـكــرٌ مشـرقٌ
وبـغـيــر ِ هــذا كـلُّ فـكـر ٍ يَـغــرُبُ
إن ْ لـم ْ نـع ِ الإبــداع َ نـهـجَ تـألُّـق ٍ
فـالله ُ يـرفـضُ مـا نـقـولُ ونـكـتُــبُ
وبـدايـة ُ الإبـداع ِ تـجميـلُ النـفـوس ِ
بـحـكـمـة ٍ وشـــجـاعـة ٍ ، وتـوثُّــبُ
فـيـعـمُ في النـاس ِالتـعـبـقـرُ نـهـضـة ً
إلا ّ السما وسـما السـما لا تـخـطــبُ
وحـقـيـقـة ُ الإبــداع ِ روحُ ألـوهــة ٍ
قـد أ ُنـسـِنـت ْ والى الألـوهة ِ تُـنسَـبُ
لا يـعــرفُ الإبـــــداع َ إلا ّ ثـائـــرٌ
بـدمـاهُ تـشـتـعـلُ العـصورُ وتـلـهـبُ
هــوَ ذلك الفـنُّ الـرفـيـعُ تـألـقـتْ
دنـيـاه ُ بـالألـق ِ الـجـمـيـل ِ تـُلـهـلـِـبُ
يـمـتـدُ مـن بـــدء ِ الخـليـقـة ِ نـورُهُ
والى ســـماءِ اللانـهـايـة ِ يـذهــبُ
لا شـيء مـن هـول ِ الظـلام ِ يَـصُـدّهُ
مـهـمـا تـلـبَّــد بالظـــلام ِ الغـيـهـَـبُ
هـوَ زاخـر الـنـور ِ الـذي إبـتدأت بـهِ
آيـــاتُ كـون ٍ لا تُـعَــــد ُ وتُـحـسَـبُ
آيـاتُـهُ انـتـشـرتْ وفـاضَ بـهـاؤهـا
وسـنـاؤهـا بـسـنـا النـبـوغ ِ يُـخَــضَّبُ
هـيَ روعة ُ الفـكر ِ المـشعّ ِ على الدُنى
أمـلا ً نـفـوسَ القـانـطـيـن يُـطَــيِّـبُ
هـي حـكـمـة ُ القـولِ البـليـغ ِعــدالــةٌ
بـالعـدل ِ يـنـتعـشُ الـوجودُ ويُـخـصِبُ
هـيَ نـهـضـة ُ الإنـسـان ِ فـعـلُ إرادة ٍ
بـسـلـوك ِ تـرقــيـة ِ الحـيـــاة ِ تـؤدِّبُ
هـيَ ثــورة ُ الأحـرار ِ لا تـرضى بـمـا
يـغـتـالُ فـكـرَ الصـالحـيـن ويـحـجـبُ
هـيَ صـيحة ألأجـيـالِ تخـتـرق ُالعصورَ
وبالمواهـب ِ كــل َّ فــنٍّ تُـنـجـِـبُ
يا أيـهـا العــمـالُ في مـجـهــودكـمْ
ســـرُّ الـنـمـوِّ ومـا يُـعــِزُّ ويـعـذبُ
يـا أيـهـا الشــعـراء دامَ خـيـالُـكـمْ:
شـعـرُ الحـيـاة ِ هـوَ المـنـارُ الأنـسـَبُ
يـا أيـهـا الأدبـاء ُ ضـاءَ نـبـوغُـكـمْ :
أدبُ الحـيـاة ِ هـوَ العـلاجُ الأطـيَـبُ
يـا أيـهـا العـلـمــاء زادَ هُـداكُـمُ :
عِـلـم ُ الحـياة ِ هوَ الطريقُ الأصـوبُ
يـا قــادة الفـنّ ِ الـرقيُّ سـبـيـلُـكـمْ :
فـن ُ الحـيـاة ِ هــوَ الـرقيُّ الأرحـبُ
يـا أيـهـا الشــهـداء دام عطاؤكـُمْ :
أزكـى العـطـاءِ هـوَ الـدَمُ المُتَصَـبِّـبُ
يا ســـادة الإبـــداعِ فـيـكـمْ قــوة ٌ
لـو فُــعِّــلَـتْ زمـنُ الخـمـول ِ يُغَـيَّـبُ
إنْ لـمْ يـكُ ألإبـداعُ نَهضَة أمـة ٍ
نـحـو السُـمـوِّ فـكـلُّ شـيءٍ يَـكـذبُ
أبنـــاء ُ غــزة أبـدعــوا بـثــبـاتـهـمْ
إنَّ الثــبـاتَ على البـطـولـةِ غـالـِبُ
أبـنــاءُ بـغــداد الكـرامــةَ أبـدعــوا
إنَّ الكــرامـةَ بـالفـِـــداءِ تُــطَــيَّـبُ
لبـنــان ُ أبـــدع َ وقـفــة ً خـلا َّقــة ً
بـالخَـلـق ِوالإبـداع ِ يـسمو المَـطـلَبُ
والشـامُ أبـدعـتِ التَـوَجُّـهَ للعُـلى
إنَّ الـتَـوَجُّــهَ للأمـــام ِ ألأصـلـبُ
هـذا هــوَ الإبــداعُ طـوفُ زوابعٍ
هَـبَّـتْ تُحـرّكُ مـا يَـجِـفُّ ويَـجـدبُ
فمـواهـبُ الشعبِ العـظيمِ زوابـعٌ
بالعقلِ تخفقُ،بالهُـدى تـتـشعَّـبُ
ليـظـلَّ فـجــرُ المبـدعـيـن منائــــراً
تجتـاحُ ليـلَ الخانـعـيـن وتَحـجــِبُ
إلا َّ البطـولـةُ لا سـبـيـل الى العُـلى
فـمع البـطـولةِ كـلُّ شيءٍ يُـكْـسَــبُ
قـد حـانَ أن نطـوي الزمانَ ونبتدي
عـصـراً زمانَ المبـدعيـن يُسَـبِّـبُ
إنْ لمْ نكنْ في الأرض روحَ ألـوهـةٍ
فـمن المحـال ِمن ألألـوهـةِ نـقـربُ
فـلنبـدع الخَـلـقَ الجـميـلَ لنـرتـقي
إن الجـمـالَ الى الـتـألــق أقـــربُ
ولنـنـصـر الحـقَ الـذي في نـصــره ِ
روح ُ العـدالة ِ تستـريحُ وتـطــربُ
ولنــمـلأ الـدنـيــا عـبــيـرَ أُخُــوَة ٍ
أرقى الحـيـاة ِ تــراحــمٌ وتـحـابـبُ
شـر ُ المعيشةِ أن يـكون خـضـوعُـنـا
لـفـســادِ مـن نـهـجَ المظالمِ ربَّـبـوا
لا يُـولـــدُ ألإبــــداعُ إلاَّ عـنـدمــا
نـستـلهمُ الماضي العـزيزَ ونُـخـصِبُ
لا يـشـــمـخُ الإبـــداعُ إلا َّ بـعـدمـا
نسـتـشـرفُ الآتي الأعـزَّ ونـقـربُ
لا يـرتـقي الإبـــداعُ إلاَّ إن غـدتْ
أفـعـالُـنـا لـهـبـــاً يُـثــيــرُ ويـخـلـبُ
لا ، لا إبـتـكـــارٌ مـبــدعٌ إلا َّ إذا
صـارَ الوجـودُ مـنـارةً تـتـكـوكـَـبُ
لا نـُحـسـِن ُ الإبــداع َ إن لـم نـبـتـدع ْ
نـهـجـا ً الى قـمـم ِ السـعادة ِ يـجـذب ُ
لا يســــلـمُ الإبــداعُ إلا َّ بـعــدمـا
أســسُ المظالم ِ والفســادِ تُـخَـرَّبُ
إن الحـيـــاة َ عــقـيـدة ٌ عـنـوانُـهــا :
فـقـط البـطـولةُ في الحياةِ الأوجـبُ
إبـداعـنا يـعـني انـطــلاقَ نـفـوسـنـا
بـمـنـاقـب ٍ مـنـهـا الهُـدى يَـتَـسـرَّبُ
إبـداعـنـا بـنـهـوضـنـا وبـكـشــفـنـا
حُجُـب الغـيوب وكـل مـا يُـسْـتَـغـربُ
لـيـعـمَّ في الأرض ِ السـلام ُ عـقـيـدة ً
بـصوابهـا هَـدَفُ الـنبـوغ ِ يُـصَـوَّبُ
لا يُـنـعـشُ الإبــــداعَ إلا َّ مُـبـدعٌ
مـنـه البـدائـعُ والعـظـائـمُ تُـطـلَـبُ
مـن سـوريـا بَـدَأَ الصـعـودُ الى السما
وبسـوريـا كـل الكـوارثِ نَـغـلـِـبُ
الرفيق يوسف المسمار
البرازيل – كوريتيـبا