نداءُ ألقُـدس
نـداءُ القُدس
صاحت ْ بنا القـدسُ ما للأهل ِ قـد ذُهـِلوا
واستعذبوا العيشَ بالإذلال ِ وابْـتُـذ ِلوا؟!
أصـارَ في اللهـو ِ ما يُـرضي مطامحَـهمْ
أم صارَ في النوم ِ ما يُشفي ألأُلى خملوا ؟!
مـاذا دهى الأهـلَ حتى ضَـلَّ معـظـمـُهمْ
دربَ الكـرامات ِ واستهـواهُـمُ المَـلَـل ُ؟!
فخَيـَّمَ اليأسُ من تـغـيـيـر ِ واقـعهـمْ
وصــارَ صهـيـونُ للتاريخ ِ يَـخـتـزل ُ
كأنما العـُمـرُ قــد ْ بـارتْ مـواسـمُـهُ
وهَـيْـمَـنَ السـهوُّ والتـخـديرُ والشللُ
وباتَ سكسونُ ربَّ الناس ِ وانـعـدمتْ
إرادة ُ الفـعـل ِ في الإنسـان ِ، وألأمـلُ
مـاذا دهى الأهـلَ قالتْ قـُدسُـنا ولـِما
أرضُ الحضارات ِ بالأشرار ِ تحـتـفـل ُ؟!
يا أهـلُ يا أهـلُ فاضَ الكيلُ وانفضحتْ
أعــذارُ منْ ظـَنَّ أنَّ النـصرَ يُـرتجَلُ
لم يـبـق للعـز ِ إلا َّ الجـِـدُّ فابـتـدعـوا
بالجـدِّ والجـهـد ِ عصرا ً ليس يَـنخذلُ
ما كانَ في اللهوِّ للأحرار ِ مُـؤتَـمَـلٌ
بل كان بالجـِدِّ عـزُّ الناس ِ يَـكـتـمـِلُ
يا عاشقَ اللهـوِّ عشـقُ اللهـوِّ مهزلة ٌ
ما كان في اللهـوِّ إلا َّ الـوهمُ والفشـلُ
فأجملُ العـيش ِ في الـدنيا مجاهـدة ٌ
وأقـبحُ العـيش ِ في الـدنيا هُـوَ الكسَلُ
لـمْ يخـلـق الله ُ إنـســانا ً لتـسـلـيـة ٍ
بـل حـِكـمَـةُ الله ِ أن يـرقى بـه العَـمَـلُ
فإن عـَمـلـنا كـما تـقـضي مـطامـحُـنـا
للـمـجـد ِ والـعـزِّ حـتـما ً دائما ً نصلُ
وإنْ لهَـوْنـا وهـِمـنا في مثـالـبـنـا
لا شيء نـرجو سوى ما يُنـتـِجُ الخَـبَـلُ
ما قيمة ُالعقـل ِ في الإنسان ِ إنْ بَطلتْ
مـواهبُ العقل ِ واستشرى بها الزغَـلُ؟!
أليسَ في العـقـل ِ ما يسمـو بـقـيـمتـنا
ويجعلُ الخَـلـقَ بالخـلا َّق ِ يتصـلُ؟!
لمْ نـُوهَـب العـقـلُ كيْ ينـتابـنا شَـللٌ
في الروح ِ والنفس ِ أو ينتابنا الهَـبَـل ُ
فالعـقـلُ فـيـنا هُـوَ الإنـسـانُ منطلق ٌ
بالفـكـر ِ والفـن ِ والإبـداع ِ منـشـغـلُ
لا وقـتَ للهـوِّ ، إنَّ الـوقتَ غالبنا
وغـالـِبُ الـوقت ِ ذاك العاملُ البطـلُ
بالجـدِّ لا اللهوِّ دربَ الحقِّ نـُدركُـها
ونـدرك الخـيـرَ ، والآفاقَ نخـتـزلُ
هـذا هُـوَ العـدلُ أن تـبـقى مشـاعـلُـنا
مهـما طـغى الـويـلُ رغمَ الويل ِ تشتعـلُ
فـنهـضةُ الـوعيِّ تسمـو في تَـمَـرّسـنا
بـمـبـدأ الصـدق ِ حتى ينـتـهي الـدَجَـل ُ
فـالعـمـرُ شـئـناهُ إقـداما ً وتــنـمـيـة ً
إنْ طــالَ أو قَــلَّ أو أودى به العَـجَـل ُ
منـذ ابتـدى الـدهـرُ لمْ تـتـعـبْ مواكُبـنا
تمشي الى المجـد ِ مهما ضاقـت ِ السُبُلُ
فـقـوة ُ الحـق ِ في إنـجـيـلـنا قِـيـَمٌ
وقــوة ُ العــدل ِ في قـرآنـنـا شُـــعَــلُ
قـد قالت القـدسُ ياما دالَ من دُوَل ٍ
ودولــة ُ الحـق ِ فـيـها إسـتحـكَـمَ الأزلُ
لـِدولــة ِ الشــرِّ والعـدوان ِ سـاعـتُها
ودولــة ُ الخـيـرِ دنـيـا ما لهـا أجَـلُ
جــِراح ُ بـيـروت تـحيـيني وتُـنعشني
دمـــاء ُ بغـداد في الاعـماق ِ تعـتـملُ
وصـدرُ عـمـَّان صـدري خـافـقٌ أبـدا ً
يا شــام يا شــامُ فـي إقـدامـك ِ الأمَــلُ
يا فـتـيـة َ الحـق ِ ، يا أحـرار أيـنـكـمُ ؟
ما عـادَ قـلبي أسى الآهـات ِيحـتـمـلُ
قــدسُ القداساتِ عـزُّ الشعب في وطن ٍ
فيه ابتدى البـدءُ والتاريخُ والمُـثُـلُ
فـحـقـد ُ سـكسـون واليهـود مُنطـفيءٌ
مهما طغى الحقـدُ ،إن الحِقـدَ مُنخذلُ
شــريـعـة ُ الله ِ عــدلٌ لا يُـغـَيّـرُهـا
ظلمُ الطواغيت ِ مهما جهـدهَمْ بَـذَلـوا
وشـرعـة ُ العـزِّ يا أحـرار آيـتـها :
لا يُـنـقـذُ القدسَ إلاَّ الوعيُّ والعَـمَـلُ
الرفيق يوسف المسمار مدير اعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل