الفرق بين رفاق ورفقاء

 

 

الفرق بين رفاق ورفقاء

رفيقاتي ورفقائي الأعزاء

تحية سورية قومي اجتماعية

يسرني أن اشترك بمداخلة فيما يتعلق بمعاني الرفيق الذي جمعه رفاق ومعناه في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جمعه رفقاء .

رفيق تعني رافَقَ وجمعها رفاق كرفيق في أمر من الأمور الآنية اوفي طريق سفر أو في مهمة محددة بعد تحققها يمكن أن يستمر الرفاق في علاقتهم الصحابية او الصداقية او العيشية كما يمكن ان يتفرقوا وتنتهي رفقتهم .

ورفاق طريق تعني رفاق سفر وتنتهي الرفقة بانتهاء السفر والوصول الى المقصد.

ورفيق التي جمعها رفاق يمكن ان تكون بين أقرباء وغرباء كرفاق وظيفة او فندق او جمعية . كما يمكن أن تكون بين أخوة واصدقاء واصحاب وغرباء وفي كل هذه الحالات لها اجل محدود .

أما كلمة رفيق المشتقة من الرفق فجمعها رفقاء . والرفق هنا يعني في المسيحية رابط المحبة ، وفي المحمدية يعني رابط الرحمة وان كان أكثر المسيحيين والمحمديين قصّروا في فهم رابط المحبة ورابط الرحمة، وجعلوا رابط المحبة والرحمة رابط رفاق في الذهاب الى الكنيسة والمسجد لتأدية طقوس صلوات او دعاء وتنتهي رفقتهم بانتهاء الصلاة والدعاء . فلا عمل المؤمنون المسيحيون بوصية يسوع التي تقول : ” كما أحببتكم أحبوا أيضاً بعضكم بعضاً ” ، ولا مارس المؤمنون المحمديون وصية محمد التي تقضي بأن يكون المؤمنون المحمديون “رحماء بينهم أشداء على الكافرين ” كما نعت الله ذاته ” بالرحمان الرحيم

وفي القومية الاجتماعية يعني رابط الرفقاء الاخاء القومي والرفق القومي الذي يعتبر ان جميع أبناء الأمة أية أمة أخوة ويجب ان يرفقوا ببعضهم ويساعدوا بعضهم ويحبوا بعضهم بعضاً ، ويفتدون بعضهم بعضاً في مؤسساتهم النظامية القائمة على دعائم الحرية والنظام واواجب والقوة المادية الروحية كما أحبهم، واعتنى بهم، وافتداهم باعث نهضة أمتهم سعاده واستمر ثابتا وصادقاً في قوله : “ إذا كان القوميون الأجتماعيون ضعفاء وقيتهم بنفسي وجسدي ، وإذا كانوا جبناء أقصيتهم عـنّي ، وإذا كانوا أقوياء سرتُ بهم الى النصر “.

فاذا غابت عن أذهان أبناء العقيدة السورية القومية الاجتماعية هذه القواعد – القيم وأهملوها وعملوا بالظنون والأوهام والتخمينات وما يخطر في البال من استنسابات فردية وأهواء أنانية فلا مهرب لهم من الوقوع في الطقسية والرتابة المؤديتان الى التخاذل والخمول فيصبحوا رفاق المتخاذلين الخاملين وليسوا رفقاء الناهضين العاملين لتحقيق أعظم الأهداف والمُـثُـل العالية .

فالنصر يكون بمحبة المحبين بعضهم بعضاً ، وبرحمة الرحماء في مابينهم ، وبرفق الرفقاء في تعاملهم بروح الأخوة القومية الاجتماعية ولا ولن يكون النصر مطلقاً بالبغضاء والعداوات والأحقاد وبث الفتن وخمول الضعفاء وخيانات الجبناء .

واذا كانت علاقة الرفقة الرفاقية علاقة مطالب عيش يمكن أن يكون بالعز والذل ، فان علاقة الرفق الرفقائية هي علاقة مقاصد حياة عليا لا يمكن أن تستقيم الا بالعز .

والفرق بين المرافقة والرفق واضح ،و بين الزائل والدائم واضحٌ أيضاً، وبين الصلاح والطلاح   كذلك .

المرافقة تكون بدون قسم ارادي حر تسمح لصاحبها بالتردد والتراجع والخوف والجبن والهروب وارتكاب الموبقات والخيانات اذا رأى ان منفعته الخصوصية تقتضي ذلك كما حصل لتلامذة السيد المسيح لحظة الصلب الذين بعضهم خانه ، وبعضهم تنكر له وبعضهم خاف وأجبن وهرب وآثر الذل على العز . ، أما الرِفق فيجب ان يكون بوعيّ واقتناع وإيمان واختيار وقسم ارادي حر ولا تراجع عنه حتى ولو تعرض صاحبه لخسارة كل ما يملك بما في ذلك استشهاده .

بناء على ما تقدم نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي رفقاء ولسنا رفاق . ورفقنا ببعضنا دائم حتى ولو اختلفت آراؤنا الشخصية ببعضنا لأن ما يجمعنا هو نظرة جديدة كلية شاملة الى الحياة والكون والفن ، وقضية عظمى تساوي وجودنا، ولسنا رفاق عيش يجتمعون على مطالب فردية خصوصية تشبع أهواء الأفراد ولذاتهم الأنانية الخصوصية .

وبهذا المعنى نحن حركة هجومية على نظم شريعة الغاب العالمية الحالية السائرة بالبشرية الى الهلاك من اجل تأسيس نظام عالمي جديد قومي اجتماعي لايقتل مواهب الأمم بل يبرزها بروزاً حضاريا تمدنياً عقلياً يرفع مستوى حياة العالم كله الى ارفع مقام بالرفق والمحبة والرحمة ومحاسن المناقب ومكارم الاخلاق .

الرفق في الحزب السوري القومي الاجتماعي يعني العلاقة الأخوية الحميمة التي تظهر تجلياتها في الوقوف معاً وفي السقوط معاً من أجل قضية عظمى تتناول وجود وحياة ومصير الأمة السورية بأسرها شعباً ووطناً . أفراداً وجماعة وأجيالاً دون تراجع او تردد مدى الحياة . فهي علاقة رفقٍ دائمة بدوام الحياة وليس لها نهاية.

وكما يجب أن تكون علاقات المحبة والرحمة دائمة بين الأفراد كما يجب ،فكذلك ترتقي مفاهيم المحبة والرحمة والرفق بين الأمم أيضاً فتتعارف وتتحابب وتتراحم وتتعاون بالرفق من اجل ترسيح قاعدة النهوض بالحياة و ” طلبِ الحقيقةِ الأساسيةِ الكُبرى لحياةٍ أجود ، في عالمٍ أجمل ، وقيَم أعلى ” كما عبّر عن ذلك العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون ىسعاده ، فتتحقق بذلك الحياة الانسانية الراقية، وينشأ العالم الانساني الصالح ، وتعم الفضائل الانسانية السامية بين الناس أفراداً وأمماً،وتتالق مزايا الانسان الواعي القومي-الاجتماعي- العالمي بنوابغ المبدعين.ويرتقي عالم الانسانية بمواهب الأمم وبالعقول التي وهبتها العناية الالهية لانسانية الانسان، وكوّنته في أحسن تكوين، فكان ممثل الله على الأرض والمُعبّر عن ارادته المحبة الرحيمة الرؤفة التي ما أوجدت الخليقة الا لتحبها وترحمها وترأف بها وترفق .

لجميع رفيقاتي ورفقائي محبتي وتحيتي الرفقائية السورية القومي الاجتماعية

الرفيق يوسف المسمار

البرازيل في 09 / 11 / 2019

إقرأ أيضاً

الطبعة الثانية من كتاب : العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده

صدور الطبعة الثانية في البرازيل من كتاب العالم الاجتماعي والفيلسوف انطون سعاده اعداد وترجمة الرفيق …