العربية-البرتغالية ترجمه محلف معتمدة بالبرازيل
القوميةُ الاجتماعية
تتبنى كلَّ صالح وترفضُ كلَّ طالح
استلمت بتاريخ 01 /01 / 2018 من الرفيق العزيز فرنسوا ابراهيم نعمة الرسالة التالية رداً على معايدتي التي ارسلتها الى الرفيقات والرفقاء بمناسبة عيد الميلاد جاءات تحت عنوان الحكمة التي أطلقها الزعيم سعاده : ” المجتمع معرفة والمعرفة قوة ” ، كنت قد ترجمتها الى عدة لغات وجاءت على الشكل التالي:
” المجتمع معرفة والمعرفة قوة
أنطون سعاده
– A Sociedade humana é uma cognição e a cognição é uma força.
– La sociedad humana es una cognición y la cognición es força.
– La société humaine est une cognition et la cognition est la force.
– The human Society is a cognition and the cognition is force
Antoun Saadeh
نتمنى لكم ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً سعيداً
Feliz Natal e Próspero Ano Novo
Feliz Navidad y próspero Año Nuevo
Merry Christmas and Happy New Year
joyeux Noël et une bonne année.
وكل عام وأمتنا بخير
تحيا سوريا
يـوسف المسمار
Youssef Mousmar
فكانت رسالته التي أرسلها كتعليق بواسطة هاتفه الخليوي على الشكل التالي :
تحيا سوريا
ان بزوغ شمس المسيحية وعولمة هذا اليوم الميلادي الذي يبدو لي هو انتصار للمسيحية واعتماد التقويم الميلادي على الصعيد العالمي. ان يكون المسيح من أبناء الأمة السورية وحاملا رسالة فيها من اثارهذه الأمة وفعلها الحضاري التاريخي هل يبرر هذا ان يقارب القوميون الاجتماعيون بعدما اصبح لديهم تقويم مختلف وهو السادس عشر من نوفمبر وكأن شيئا لم يكن من معنى هذا التقويم الجديد الذي يحمله السادس عشر من نوفمبر؟ ما معنى ان نختار القومية الاجتماعية كتقويم جديد اعتبره الزعيم راسخا فيً السادس عشر من نوفمبر؟ لا شك بأننا لينا بفراغ موضوعي اجتماعي ونتساكن مع تقاليد قوية منتصرة في هذا الزمن مما يجعل.السؤال ملحا عن سياستنا تجاه هذه التقاليد وكيفية مقاربتنا لها بما يتناسب والنظرة الجديدة الى الحياة التي نعتبر من عناصرها كسوريين قوميين اجتماعيين ؟ ودمتم للحق الجهاد
لتحيا سوريا بأحياء سعادة و إحياء سعادة
فرانسوا ابراهيم نعمة
وبما ان تعليق الرفيق فرنسوا مهم ويستحق التوقف عنده،ارى من واجبي كرفيق قومي اجتماعي أن يكون لي رأي في موضوع الأعياد والتقاليد ، فاني أشكر الرفيق العزيز فرنسوا نعمة على اتاحته الفرصة لي في ابداء رأي انطلاقاً مما توصل اليه فهمي للعقيدة القومية الاجتماعية دون أن يعني ذلك أنني صاحب الكلمة الفصل في هذا الموضوع لأن وعيّ الرفقاء والرفيقات القوميين الاجتماعيين يتسع يوماً بعد يوماً ، وخبرتهم تزداد حدثاً بعد حدث ، ومعالجاتهم للأمورتنضج معالجة بعد معالجة . ولذلك اخترت عنواناً للرد :
“القومية الاجتماعية تعترف وتتبنى كل صالح وترفض وتحارب كل طالح”
في كتاب نشوء الأمم لسعاده ورد في نهاية الفصل الثالث ” الارض وجغرافيتها ” هذه القاعدة : ” لا بشر حيث لا أرض ، ولا جماعة حيث لا بيئة ، ولا تاريخ حيث لا جماعة “. وهذه القاعدة كانت الخلاصة التي توصل اليها عالم الاجتماع مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده .
ومعنى هذه القاعدة ان التاريخ ثابت بثبات الجماعة ، وأن الجماعة ثابتة بثبات البيئة ، وان البيئة ثابتة بثبات الارض .وأن التاريخ ثابت بثبات الأرض والبيئة والجماعة .
فاذا انعدمت الأرض ، انعدمت البيئة . واذا انعدمت البيئة انقرضت الجماعة . وبانعدام الأرض والبيئة والجماعة ينعدم التاريخ .
وطالما أن الأرض دائمة ، فالبيئات الطبيعية دائمة ، والجماعات الانسانية دائمة ، وتواريخ الجماعات دائمة ،وتقويم كل جماعة دائم.
واذا كانت الأرض تدخل في معنى الكمال المطلق ، فان البيئة تدخل في معنى اصطلاح الكمال النسبي ، والكمال النسبي يشير بوضوح الى كمال كل بيئة طبيعية وكمال كل جماعة طبيعية وكمال كل تاريخ جماعة طبيعية .
كمال الجماعة الطبيعية هي المجتمع الكامل بيئةً وجماعةً وتاريخاً أي كمال وجود الأمة .
والتاريخ هومجرى حياة الأمة الكاملة . فالتاريخ اذا مسار كامل بكمال حياة الأمة ولا يجوز أن يُنظر اليه باجتزاء، بل يجب أن يُنظر اليه بكماله . فالأمة السورية كما قال سعاده في المباديء الأساسية : ” الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يمتد الى ما قبل الزمن التاريخي الجلي“.
فاذا صح تقسيم التاريخ لتسهيل دراسته ، فيمكن أن يُقسّم الى عصور أو قرون أو مراحل أو عهود .والعصر أو القرن أو المرحلة أو العهد مهما اتصف بالكمال فو ناقص لآنه غير قادر على اختصار حياة الأمة وتاريخها . والذين يريدون أو يستذوقون اختصار حياة الأمة بعصر أو قرن أو مرحلة أو عهد مثلهم كالتكفيريين الالغائيين الذين لايرون في الحياة غيرهم يستحق الوجود . فلا باستطاعة عصر أن يلغي عصر او قرن او مرحلة او عهد من تاريخ مجتمع الأمة .
يمكن أن يتجاوزعهد عهداً أو يتخلف عنه.والتجاوز أو التخلف هو جزء من أجزاء تاريخ الأمة سواء كان انتصاراً أو انكساراً .
وبناء عليه قال سعاده : ” نحن فخورون بانتصاراتنا وانكساراتنا “. وهذا هو مجرى تاريخنا انتصارات وانكسارات.فلا يجوز اذن ان نبطر ونتغطرس عندما ننتصر، ولا أن نُحبط ونتعقد حين ننكسر . وبهذا نفهم حقيقة قول سعاده : ” ليس عاراً أن نُنكب ، بل العار أن تحولنا النكبات من أشخاص أقوياء الى أشخاص ضعفاء ” .
لقد نظّم السوريون القدماء منذ ألاف السنين تقويماً زمنياً قام على أساس حركات الشمس والقمر والأرض والنجوم وفصول الطبيعة وتغيّراتها فكان تنظيم اللحظات والساعات والأيام والليالي والأسابيع والشهور والفصول والسنوات والعقود والقرون والعصور، وكانت بداية السنة عندهم في أول الربيع ونهايتها في انتهاء فصل الشتاء ، وكانت نقطة البداية والنهاية واحدة .أي أن نقطة البداية هي نقطة النهاية ، ونقطة النهاية هي نقطة البداية .فتلاقى بذلك معنى الأزل ومعنى الأبد في مفهوم السوريين منذ بداية التارخ .
وهذا هو التقويم السوري الذي كان آخر تحديث له منذ ما يقارب 8500 عاماً. وجميع الشعوب الأخرى أخذت عنهم التقويم . فمن الشعوب من أخذ بالتقويم الشمسي دون دراسة ، ومنها من اهتم بالتقويم القمري، ومنها من اعتمد ولادة مدينة كالتاريخ الروماني الذي يبدأ بولادة مدينة روما ، او ولادة شخص كولادة السيد المسيح الذي اعتمده البابا غريغوريو ، او هجرة شخص كهجرة النبي محمد من مكة الى المدينة ، أو حدوث غزوة أو حصول حرب . وغالبية الشعوب لم تكلف نفسها بدراسة ومتابعة واستقراء ما توصل اليه السوريون القدماء ، بل اكتفى الجميع بما وصلهم جاهزاً من الحضارة السورية ولا يزال العالم الى اليوم يعيش في مرحلة التقويم السوري ، ويعتمد الثواني والدقائق والساعات، والأيام بنهاراتها ولياليها ، والاسابيع والشهور سواء كانت شمسية او قمرية، والأعوام سواء كانت عادية أو كبيسة . والكواكب بعيدها وقريبها من الأرض .
يقول المعلم سعاده :”من أتعس حالات هذه الأمة أنها تجهل تاريخها. ولو عرفت تاريخها معرفة جيّدة لاكتشفت فيه نفساً متفوقة قادرة على التغلّب على كل ما يعترض طريقها الى الفلاح “.
أن هذا القول يحرضنا على الاطلاع الهاديء الرصين الرزين على تاريخنا بكل ما فيه من تطور ومن تقهقر . من رقي ومن انحطاط . من ابداعات ومن اخفاقات لنخرج من التقهقر والانحطاط والاخفاقات ونواصل التطور والرقي والابداع . وهذا هو الانتصار في النفس والقول والعمل والانتاج .
يقول سعاده في كتابه ” عيد سيدة صيدنايا “: ” يؤم صيدنايا في عيد السيدة خلق كثير من أنحاء كثيرة من القطر السوري . من دمشق العاصمة، أقدم مدينة موجودة في العالم . ومن حلب وانطاكية والاسكندرونة وحمص الغنيات بآثارها التاريخية ، ومن جبيل أو بيبلوس القديمة،مدينة الإله أدونيس،ومن بيروت عروس المتوسط مدينة عشتروت القديمة ومنارة العلم في الشرق الأدنى قديماً وحديثاً ، ومن صيدا وصور المدينتين الخالدتي الأثر في تاريخ المدنية والعمران ، ومن حيفا ويافا والقدس منائر الجنوب ، ومن قرى لبنان الجبل الجميل الفخم وبقية البلاد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. فيجتمع في العيد المذكور خلق كثير لا من المسيحيين فقط بل من المحمديين أيضاً لأن عيد صيدنايا يتخذ صفة عيد شعبي لسكان تلك المنطقة ، فيبتهج فيه الشعب على اختلاف نحله ، الأمر الذي ينبهنا الى الفائدة الاجتماعية الجليلة التي يجنيها الشعب السوري كله من جعل الأعياد الدينية المحمدية والمسيحية الكبرى أعياداً شعبية يوّحد فيها السرور والابتهاج عواطف جميع السوريين ويجعلهم يشعرون بوحدتهم القومية والاجتماعية ”
هل هناك بعد هذا الكلام المفيد الجميل ما يدعو الى الشكوك بقيمة أعياد الأمة وأهمية السرور والابتهاج اللذين يوحّدان عواطف أبناء الأمة،وينبهانها الى مصالحها في الحياة ، ويفتحان أمامهم طريق الحاضر والمستقبل ؟ .
وهل ميلاد يسوع الآرامي السوري أو ميلاد محمد العدناني الكنعاني السوري أيضاً أقل قيمة وفائدة من عيد سيدة صيدنايا في توحيد عواطف ومشاعر أبناء أمتنا وتنبيههم الى مصالح حياتهم والعمل من اجل مثلهم العليا ؟
أليس تقاليد السرور والابتهاج والأفراح هي من التقاليد التي يجب المحافظة عليها وتبنيها لتبقى الأمة موّحدة على المحبة والتحابب ، والرحمة والتراحم والأخوة والتآخي ؟
أليست الدعوة الى القومية الاجتماعية هي دعوة الى المحبة والرحمة والأخوة القومية الاجتماعية ؟ .
أليس عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في السادس عشر من تشرين الثاني هو لترسيخ هذه الرؤية التي نسميها النظرة الجديدة الى الحياة والكون والفن ؟
وهل أعظم من الأعياد والأيام واللحظات التي ترسّخ عواطف ومشاعر الأخوة القومية الاجتماعية في نفوس أبناء هذه الأمة ؟
أليست الحركة القومية الاجتماعية هي كما عبر عنها سعاده هي : ” مجموع جوهر كل الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً.” ؟
ان تقويم السادس عشر من تشرين الثاني هو تأسيس تاريخ جديد بمعنى بداية عهد جديد . والعهد الجديد لا يلغي العهود القديمة بل يتخطاها ويتجاوزها وعياً ومعرفةً واستيعاباً ، وليس ليلغي تقاليدها الموحّدة لعواطف بنات وأبناء الأمة ، كما انه ليس على لائحة الإلغاء عندما تصل الأمة في رقيها الى تأسيس عهد آخرأجد ، بل هو درجة في سلّم الرقيّ لايمكن الوصول الى اعلى منها الا بالانطلاق منها .
ان النظرة القومية الاجتماعية السورية هي نظرة كلية وشاملة للحياة والكون والفن. للأرض والبيئة والمجتمع والتاريخ والحضارة. ومن المستحيل أن تلغي ماضي تاريخ الأمة أوحاضرها أومستقبلها أو تتنكر لشيئٍ ولو يسيرمن تاريخها الماضي والحاضروالمستقبل.
لقد شوّه أعداؤنا تاريخنا ثقافةً وحضارة وصوّروها ثقافات وحضارات فصدّق التشويه غالبية أبناء هذا الجيل وتنكروا للواقع والحقيقة . وبدلاً من أن نقول بتاريخ واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة صار الترويج للقول بتوارخ السومريين والبابليين والأشوريين والكنعانيين ( الفينيقيين ) والاراميين والمسيحيين والمحمديين والعرب والصليبيين وثقافاتهم وحضاراتهم وغيرهم من الأقوام التي انصهرت في بلاد الشام والرافين السورية ودخلت في نسيج الأمة ،مع أن الحقيقة هي ان كل ما روّج له الأعداء ليس تواريخ ولا ثقافات ولا حضارات بل تاريخ واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة في مراحل وأطوار وعهود متعددة ومتتابعة .
ان كل ما تطلبه العقيدة القومية الاجتماعية من معتنقيها هو ان يحافظوا على التاريخ الواحد والحضارة الواحدة المتعاقبة عبر الاجيال بكل ما فيها من تقاليد البهجة والسرور التي توحّد عواطف أبناء الأمة على تجاوز المحن والعثرات ، وحثهم على الصراع من أجل الأفضل والأرقى . وفي حصول الأفضل والأرقى تتبخر المحن والنكبات والويلات وتحقق الأمة أنبل غاياتها .
لذلك دعا مؤسس الحركة السورية القومية الاجتماعية متنوري وأدباء الأمة للأخذ بهذه النظرة، ودراسة تاريخ الأمة دراسة واعية للاستفادة من كنوزها وخيراتها وابداعاتها، واهمال كل ما شوّه صورة تلك الكنوز. ودعا أيضاً الى تجنب وترك كل ما يمكن أن يشوّه ويمسخ معارفها وعلومها وتقاليدها البديعة وانجازاتها النافعة، لأن في ذلك كل الحق والخير والجمال.وتقاليد الحق والخيروالجمال لا تسقط بتعاقب الأجيال ولا بمرور الأزمنة .
وقد أكّد المعلم سعادة بالمطلق في قوله أنه : ” متى أخذ الأدباء السوريون، الموهوبون، المدركون سمو النظرة السورية القومية الاجتماعية إلى الحياة والكون والفن، يطلعون على هذه الكنوز الروحية الثمينة، ازدادوا يقينا بحقيقة نظرتهم ، وعظمة أسبابها ، وبقوة الموحيات الفلسفية والفنية الأصلية في طبيعة أمتهم، التي يؤهلهم فهمها لإنشاء أدب فخم، جميل، خالد.
في مثل هذا الأدب، الخارج من صميم حياتنا السورية، المؤسس على النظرة الجديدة الأصلية إلى الحياة والكون والفن، نجد التجديد النفسي والأدبي والفني الذي نشتاق نحن إليه بكل جوارحنا.” وليس باهمال او الغاء كنوز سرورنا وتقاليد فرحنا وعادات تألقنا ، وأعراف ما يدفعنا الى ابداع كل جميل وسامي .
هذا بعض ما تعلمته من فكر سعاده وهو قليل قليل ، وهذا ما فهمته من النظرة الى الحياة والكون والفن السورية القومية الاجتماعية وهو اقل من القليل فكان عنوان معايدتي في ذكرى ولادة رسول المحبة يسوع السوري ” المجتمع معرفة والمعرفة قوة“، وهل للمحبة قيمة راقية من غير معرفة ، وهل تقوم المحبة بدون معرفة أو يمكن أن تقوم المعرفة بغير محبة ؟
تحيتي للرفيق العزيز فرنسوا ابراهيم نعمة الذي كانت رسالته سبباً لكتابة هذه المقالة التي أردت أن أشير فيها الى أن القومية الاجتماعية السورية لا تسقط شيئاً من تاريخ الأمة السورية الا ما هو ساقط وفاسد وغير جدير بالبقاء ، ولاتهمل شيئاً صالحاً ومفيداً من تاريخ الأمة يوّحد عواطف أبنائها ويحرّكهم ويدفعهم الى الصراع لتحقيق التقدم والرقي والتسامي .
هذا بعض موحيات الفلسفة السورية القومية الاجتماعية التي تتبنى كل صالح من تقاليد الأمة وترفض كل طالح. والأمة التي تتوحد عواطف أبنائها على الصلاح أمة لا تقهر مهما اشتدت الويلات عليها ، ومهما تكاثر الأعداء الطامعون .
الرفيق يوسف المسمار
البرازيل في 03/01/2018