قيمة النظام وصلاحه

 

قيمة النظام وصلاحه من قيمة الفلسفة القومية الاجتماعية وصلاحها التي انبثق عنها

 

 

استلمت ردوداً على المقال الذي كتبته بتاريخ 11 / 12/ 2018 تحت عنوان : ” سعاده لم يترك وصية أو وكالة لأفراد زائلين ، بل لحزب الأمة السورية الباقي”جاءت الردود من أربعة رفقاء هم : عطا السهوي ، وأسامة المهتار ، وشحادي الغاوي وريمون الجمل وملخصها هو التالي :

أولاً : رد الرفيق عطا السهوي يتلخص بالنقاط التالية :

 

1 – يصف المقال بمطولة انشائية وبلعب دور النيابة العامة والقاضي واصدار الاحكام المبرمة التي ‏تصل إلى العقوبة القصوى أي “القضاء على الأشخاص“واستعمال كلمة اشخاص بشكل مبهم دون أن يعيّن من هم هؤلاء الاشخاص .ويضيف انه لو تسنى لي لطبقتها فعلا ولحسن الحظ انني في البرازيل ووجودي في البرازيل لا يضعني في حالة الانكار التام لما يعاني منه القوميون وما آل اليه حزبهم .ولم يقل ان سبب المعاناة هم اولائك الأشخاص الهروبيون الساقطون على جوانب طريق النهضة .

 

2 – يقول عن  المؤسسة الحزبية التي لا تمت بصلة غير الاسم للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه سعاده. ويصف مؤسسة الحزب السوري القومي الاجتماعي بانها مؤسسة بائسة تحكمها عقلية السلطة والنظام الميفياوي الذي قضى على البلد،

وأخذه إلى الخراب والإفلاس.

 

3 – وردت في رده العبارة التالية : ” ويأتي من يحاول أن يقنعنا بمشاريع «التغيير من داخل»،بسذاجة تصل حد العمى تارة، وبخبثٍ ملؤه التكاذب السياسي الذي بات جزءاً من “أخلاقنا القومية” تارةً أخرى. معمما قوله على كل رفيقة او رفيق قومي اجتماعي في الوطن وعبر الحدود . ويضيف من يغيّر ماذا ؟ وهل نستبدل بالسيء الأسوأ منه ؟”

 

4 – في النقطة الرابعة في رده يرد التعبير التالي : ” اما التكلم عن النظام والتشبث بالنظام و أسقاط التهم على الآخرين لعدم احترامهم النظام… لدرجة ان هذا النظام اصبح “بعبع” يمنعنا من التعبير عن أسمى ما أهدانا اليه المعلم، العقيدة و العقلية الأخلاقية ويحيلني بعد ذلك  لقراءة مقال عن النظام كتبه سعاده سنة 1937 الذي قال فيه سعاده:

إنّ النظام بلا قضية يخدمها لا يفيد شيئاً ذا قيمة في الحياة عموماً وفي الحياة القومية خصوصاً…”

 

 

الرد الثاني كان للرفيق أسامة المهتار الذي يقول فيه :

 

شكرًا رفيق عطا، اعتقد انك عبّرت عما يدور في خلد كثيرين منا.”

وهذا يعني موافقة تامة على ما جاء في رد الرفيق عطا السهوي .

 

الرد الثالث للرفيق شحادي الغاوي

جاء رد الرفيق شحادي الغاوي مخالفاً وموافقاً لما جاء في رد الرفيقين عطا السهوي وأسامة المهتار له فقال:

 

” ان أفكار وحجج الرفيق المسمار هي كلها صحيحة وتنطبق على حزب سعادة وبقيادة سعادة قبل استشهاده.”

“المشكلة هي ان الرفيق المسمار لا يريد أن يرى الفساد في الحزب الراهن المتشظي إلى ثلاثة أو أربعة اقسام  ولا يريد أن يعترف بوجود هذا الفساد وهذا التشظي . الرفيق المسمار يعتقد أن من ينتقد الفساد في الحزب والانقسام في الحزب يكون منتقدا لحزب سعادة نفسه!! هذه هي بالضبط مشكلتنا مع الرفيق يوسف. غير ذلك فإنه رفيق لا شك ابدا في عقيدته وإخلاصه.

انا مسرور لبقاء الردود عليه ضمن حدود احترامه وفهمه وعدم انفعالها وانزلاقها الى ما لا يليق بابناء نهضة سعادة. ”

 

الرد الرابع جاء من الرفيق ريمون الجمل باللغة الانكليزية وليس بالعربية وهذا نصه :

 

Dear Rafic Youssef Mousmar,it is true what you are saying that Sa’adeh left a simple will that his 300 Lebanese pounds & the small piece of land to his three daughter , His Rich heritage of thoughts ,Ideology ,vision, & the party all were left to the Syrian Nation,it was & still is a public knowledge to whom ever want to be enrich by.at the same time he insisted upon you ,me & everybody else to use Logic ,and Reason to explode into the depth of every soul and refused ignorance to lead the society. You cannot keep theoretically attacking the individuals who are sitting on the side while the “mules” are kicking everybody around as the Late Sa’eed Takkeyedine once said ? look at the problems as a whole otherwise you & us will be burying our head in the sand refusing to correct the ‘Messira’

 

Raymond EL Jamal

16 / 12 / 2018

وهذه ترجمته كما قدر لي أن أفهمه

 

” عزيزي الرفيق يوسف المسمار

صحيح ما تقول أن سعاده ترك 300 ليرة لبنانيه وقطعة أرض صغيرة لبناته ، وتراثاً غنياً بالأفكار والاديولوجيا والنظرة والحزب للأمة السورية ، وأيضاً معرفة عامة لمن أراد أن يغتني بها وفي نفس الوقت يطلب منا : أنت وأنا والجميع أن نستخدم المنطق واطلاق العقل في أعماق كل نفس ورفض الجهل من ان يتحكم في المجتمع .

فأنت لا يمكنك أن تستمر نظرياً في مهاجمة الأفراد الجالسين جانباً بينما ” البغال ” يلبطون كل شخص من حولهم كما قال الراحل سعيد تقي الدين . أنظر الى المشاكل ككل والاّ فنحن ندفن رأسنا في الرمال رافضين تصحيح المسيرة ” جاعلاً الحزب اصطبل بغال ولبيط .

مباديء أولية للبحث

 

قبل البدء بالتعليق على الردود الآنفة الذكرأحب أن أنطلق من واضع العقيدة السورية القومية الاجتماعية ، ونظام الفكر والنهج الأخلاقي القومي الاجتماعي الذي قال كلاماً يجب الا يغيب عن وعينا أبداً اذا أردنا أن نكون أبناء نهضة سورية قومية اجتماعية ظافرة خرجت بنا من الظلمة الى النور، ومن الجاهلية الى الحضارة ، ومن العبودية والفوضى والتخاذل والضعف الى الحرية والنظام والواجب والقوة لأن النهضة لا يحققها العبيد والفوضويون والمتخاذلون والضعفاء . ومما قاله سعاده :

كل لاوضوح لا يمكن أن يكون أساساً لإيمان صحيح، وكل لا وضوح لا يمكن أن يكون قاعدة لأي حقيقة من جمال أو حق أو خير .

فالوضوح هو معرفة الأمور والإشياء معرفة صحيحة، هو قاعدة لا بد من إتباعها في أي قضية للفكر الإنساني والحياة الإنسانية.

المعرفه والفهم هما الضرورة الأساسية الأولى للعمل الذي نسعى لتحقيقه.

بعد الإطلاع يمكن تكوين رأي، وحينئذ لا يبق مجال لحدوث بلبلة كما حدث في الماضي في غيابي.

يجب أن نكون مجتمعاً واعياً مدركاً وهذا لا يتم إلاّ بالدرس المنظم والوعي الصحيح.

علينا أن نفهم فلسفة الحركة لندرك كيف يمكن أن نعالج الامور.”

كلام سعاده هو الدليل

يتبين من كلام مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمور التالية وهي الخطوات المهمة التي يجب اتباعها في من يكتب عن الحزب اوينتقد ما كُتب وهذه الخطوات هي التالية :

1 – فهم فلسفة الحزب القومية الاجتماعية والكتابة على أساسها لا على أسس الفلسفات ألأخرى .

2- الوضوح والتعيين والمعرفة الصحيحة للعقيدة القومية الاجتماعية والنظام القومي الاجتماعي لا الاكتفاء بقول من هنا وعبارة من هناك ورأي من هنالك .      

3 – الاطلاع على عقيدة الحزب وعلى ما كُتب عن عقيدة الحزب ونظامه وتكوين الرأي .

4 – معرفة وفهم عقيدة الحزب ونظامه .

5 – الوعي الصحيح لعقيدة الحزب ونظامه والدرس المنظم

بعد هذا التوضيح أقول مطمئنا رفقائي الى أنني لا أتهم أحداً منهم بعدم الاطلاع على عقيدة الحزب ونظامه، ولا بوعيهم ، ولا بعدم اطلاعهم على مبادي الحزب وغايته وفلسفته ولا بضعف ايمانهم بعقيدة الحزب والعمل لتحقيق وحدة الأمة السورية وتحقيق نهضتها يوم انتموا الى الحزب ، ولكني أرى أن السهو وعدم المثابرة والاضطراب يقود الى الأخطاء ولا أحد يمكنه ان يتجنب الخطأ بشكل تام اذا ابتعد عن عن العقيدة والنظام والأخلاق القومية الاجتماعية .ففي الخطأ درسٌ وفي التراجع عن الخطأ أو الغلط فضيلة .وقد قال الزعيم في هذا الشأن في رسالة له الى رئيس المجلس الأعلى الأمين الاسبق فخري معلوف سنة 1936 :” لست كثير التألم من الأغلاط التي حدثت وجرّتني إلى السجن وأوقفت مجرى التنظيم، فيجب علينا أن نكون دائماً مستعدين لتحمل نتائج الأغلاط، ولكن يجب علينا أن لا ندع الأغلاط تهدد القضية”.

فهم العقيدة والنظام ضرورة

للكلام عن العقيدة والنظام

أنطلاقاً من كلام سعاده المتقدم مؤسس حزب عقيدة النهضة السورية القومية الاجتماعية ،ونظامها السوري القومي الاجتماعي أقول ان الردين الأولين للرفيقين عطا السهوي وأسامة المهتار يبدوان لي على الأقل أنهما لم يكلفا نفسيهما بقراءة مقالي قراءة كاملة ولم يتبعا الخطوات المذكورة في ردهما على مقالي الذي جاء تحت عنوان “سعاده لم يترك وصية أو وكالة لأفراد زائلين،بل لحزب الأمة السورية الباقي “، وربما كان ذلك بسب كون المقال مطولة انشائيه كما وصفه الرفيق عطا السهوي ووافق على رأيه الرفيق أسامة المهتار، ويظهر أن وقتهما ضيّق لا يسمح لهما بقراءة مطولات انشائية سورية قومية اجتماعية كما يسمح لهما بقراءة المطولات التي لا ترى في الحزب السوري القومي الاجتماعي مسؤولين ورفقاء ومؤسسات الا “ وكراً للفساد وكل من ينشط فيه فاسد أو متعايش مع الفساد “،ولذلك يلاحظ من ردهما أنه يجب التخلص من هذا الحزب ومن الذين ينشطون فيه ويتعايشون مع الفساد الا اذا وافق أعضاء الحزب رفيقات ورفقاء على آرائهما، وأتمروا بأوامرهما، واستعانوا بهما كإختصاصيين شهد لهما القريب والبعيد ، والصديق والعدو والخصم بخبرتهما الفائقة للقضاء على الحزب ” كوكر للفساد والفاسدين والمتعايشين مع الفساد” . والمتعايشون مع الفساد بنظره هم معظم الرفيقات والرفقاء السوريين القوميين الاجتماعين الممارسين لحقوقهم والقائمين بواجباتهم في الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي الذي اسسه سعاده وقال عنه انه هو الحب الباقي بعده ، بمعنى بقاء العقيدة القومية الاجتماعية وبقاء النظام القومي الاجتماعي بعد رحيل سعاده كشخص عن هذا العالم . فاذا قضي على الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي بنظرهما فقد قضي على الفساد ووكره، بينما في ايمان سعاده بعقيدته القومية الاجتماعية ونظامه القومي الاجتماعي أن الحزب هو وحده الذي يستطيع ان يحمل العقيدة والنظام القوميين الاجتماعيين للأجيال القادمة ، وفي ايمان سعاده أيضا أن العقيدة القومية الاجتماعية بدون الحزب السوري القومي الاجتماعي تتحول الى افكار في كتب توضع على رفوف المكتبات . وقد جاراهما الرفيق ريمون الجمل في رأيهما وأيدهما في قوله : ” فأنت يا رفيق يوسف لا يمكنك أن تستمر نظرياً في مهاجمة الأفراد الجالسين جانباً بينما ” البغال ” يلبطون كل شخص من حولهم كما قال الراحل سعيد تقي الدين . ” لقد صار الحزب بالنسبة له ميدان بغال ولبيط . ويبدو لي من خلال ردود الرفقاء الثلاثة أن ” شخصية الأنا ” الفردية فيهم التي حذرنا منها المعلم ينقصها قفزة لتصل الى” شخصية النحن ” التي أرادنا سعاده أن نكونها ونعمل ونجاهد بها من أجل حياة تقدم أمتنا ورقيّها . وكم هو جميل أن يتعلم رفقاؤنا المبهورون بشخصايتهم الفردية التي هي بالنسبة لهم قبل وفوق الأمة السورية ، والعقيدة القومية الاجتماعية، والنظام القومي الاجتماعي والمناقبية القومية الاجتماعية مما ورد في مقال الرفيق العزيزناظم رافع الذي وصلني بتارخ 16/12/2018 من الأمين غسان الياس الجزيل الاحترام الذي قال في هو :                                                                  

” نحن نعلم أن الاستراتيجية الحزبية لا تعبر بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا بقعدات الترويقة والعشاء، ولا على المنابر الى اية وجهة صالحة.انها فقط توجه بالتسلسل الاداري من كاتبها او باعثها الى من يعنيه الامر المسؤول الحزبي المباشر له وتصل المركز حيث يتم فحصها والعمل بمعالجتها اما إجابة او شرحا او تصحيحها للأوضاع المشكو منها

معنى النظام

 

” النظام ” يا رفقائي الأعزاء من حيث هو كلمة مؤلفة من حروف هجائية يحتمل معناه النقيضين : الحسن والسيء . وقد أدرك هذه الحقيقة جبران خليل جبران حين قال “اذا كان لا بد لنا من تقليد الغربيين،فيجب أن نقتبس عنهم شيئاً وحيدا فقط هو النظام اوالتنظيم ، فالغربيون اذا نظموا سيئاتهم بدت كأنها حسنات،واذا نظّموا حسناتهم تبدو كأنها معجزات“.

 

ولوعاد جبران الى تاريخ حضارتنا ومآثر أمتنا لاستدرك وجعل عبارته كما يلي : يجب أن نجدد وننشط النظام والتنظيم الذي اقتبسه الغربيون عنا من ” آكاد ” لأن كلمة أو لفظة آكاديمي التي تعني النظام والتنظيم والترتيب مأخوذة من كلمة ” آكاد أومدينة آكاد المنظمة أحسن تنظيم ” . وميزة الدولة ألآكادية في العهد الآكادي اتسمت بالترتيب والتنظيم والنظام والقوننة وكان كل ذلك من أجل مصلحة المجتمع ومصلحة الدولة .

ألم يكن النص الكامل لغاية الحزب السوري القومي الاجتماعي وخطته هو التالي:”غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد الى الأمة السورية حيويتها وقوتها ، وتنظيم حركة تؤدي الى استقلال الأمة السورية استقلالاً تاماً وتثبيت سيادتها . واقامة نظام جديد يؤمن مصالحها ويرفع مستوى حياتها . والسعي لانشاء جبهة عربية ” ؟

 

هذا النظام الجديد هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي انتفض المنتفضون عليه، وتمرّد المتمردون ، وخرج الخارجون ، وهرب الهاربون ، وتساقط المتساقطون ،وهو يُحارب من الداخل أكثر مما يُحارب من الخارج . والغريب ان الذين يحاربونه من الداخل هم الذين يفترض فيهم أن يكونوا أكثر العارفين والفاهمين مضامينه والغاية منه ، ومن أشد المدافعين عنه،والمتمسكين به .

 

لا أرى سبباً لهذه الحساسية من النظام السوري القومي الاجتماعي ولا سبباً للانتفاض عليه ومحاربته الا اذا كان المنتفضون يريدون العودة الى النظام بمعناه المبهم المطلق الذي يؤدي الى تفسيره بحسب الأهواء والميول الفردية والفئوية السابقة للعهد القومي الاجتماعي بعد أن نجحت تجربة نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي في عبوره لكل أنظمة الاتنيات والاديان والطوائف والملل والكيانات في مدرسة الحياة القومية الاجتماعية الجديدة .

 

ولهذا السبب كان مقالي “وصية سعادة أو وكالته الحصرية لحزب الأمة السورية المركزي وليس للاشخاص الزائلين ” أمثال المنتقدين ،ومثلي انا كاتب المقال ،وأمثال غيرهم وغيري، ومثل الكثيرين الذين تساقطوا ويتساقطون على جوانب طريق حركة النهضة القومية الاجتماعية ، ويمكن أن يتساقط غيرهم مستقبلاً من هؤلاء الأشخاص الزائلين . ومن يدري أن أكون أنا أيضا وغيري من الذين سيسقطون عندما يصيبنا الخرف ونصل الى سن أرذل العمر أو نقع في شرك المنافع والغنائم التي تقدمها شركات الدول والامبراطوريات الطامعة بخيرات أمتنا والهيمنة علينا .

 

النظام القومي الاجتماعي هو النظام الجديد

 

هذا هو النظام في المفهوم السوري القومي الاجتماعي الذي سماه الزعيم في غاية الحزب” بالنظام الجديد ” واعتبره في خطابه المنهاجي الأول سنة 1935 احدى دعائم الدولة السورية القومية الاجتماعية . انه حالة قومية اجتماعية تُمارس وتُعاش وتُحيا ، وليس كلمة في عبارة في كتاب يُوضع على الرف في مكتبة ونتناوله أحيانا للقراءة والمتعة الآنية .

النظام القومي الاجتماعي هو ممارسة التفكير العبقري، والتصرف الممتاز، والانتاج الابداعي، والحياة النامية الناهضة التي تُعبّر عنها النفوس الجميلة لتحقيق قيم الحق والخير والجمال التي تكون بها الأمة السورية قدوة للأمم ومعلمة وهادية .

هذا هو النظام الذي يرفضه الهاربون ويقولون أنه” اصبح “بعبع” يمنعنهم من التعبير عن أسمى ما أهداهم اليه المعلم “.هذا هويقولون عنها أنه ” النظام الميفياوي الذي قضى على البلد، وأخذه إلى الخراب والإفلاس. ”

 

 

 

المفهوم القومي الاجتماعي للنظام والفوضى

 

الزعيم في قوله ” إنّ النظام بلا قضية يخدمها لا يفيد شيئاً ذا قيمة في الحياة عموماً،وفي الحياة القومية خصوصاً…”

المشار اليه ميّز بين نوعين من النظام في الحياة العملية : نظام يخدم قضية عامة ونظام لا يخدم قضية عامة بل يخدم قضية خاصة . فالنظام الذي يخدم قضية خاصة يخدم فئة او جماعة كخدمة قضية فردية او فئوية أو طائفية او ملية او حزبية ضيقة او قبلية او عائلية او كيانية او قضية أجنبية . وارقى واسمى القضايا ليست قضية الفئويات بل قضية المجتمع العامة – والقضية العامة هي قضية الانسان – المجتمع- الأمة القومية الاجتماعية . ولخدمة هذه القضية العامة أسس سعادة نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جعله نظاماً مركزياً يخد قضية قومية اجتماعية عامة . أما النظام الذي لايخدم قضية عامة جامعة، فهو يخدم منفعة فردية شخصية. ونظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الجديد هو الذي يصحح أخطاء الأفراد جيلاً بعد جيل اذا حصلت ، ويصوّب الانحرافات اذا حدثت ، ويقضي على المفاسد اذا انتشرت ، ويتخلص من الويلات اذا حلت وليس الأفراد الزائلين كائنين من كانوا .

 

ومن قول المعلم في بداية خطابه المنهاجي الأول في أول حزيران سنة 1935 الذي بدأه بهذه العبارة :” منذ الساعة التي أخذت فيه عقيدتنا القومية الاجتماعية تجمع بين الأفكار والعواطف ، وتلم شمل قوات الشباب المعرضة للتفرقة بين عوامل الفوضى القومية والسياسية المنتشرة في طول بيئتنا وعرضها، وتكون من هذا الجمع وهذا اللم نظاماً جديداً ذا أساليب جديدة يستمد حياته من القومية الجديدة هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ تلك الساعة انبثق الفجر من الليل وخرجت الحركة من الجمود وانطلقت من وراء الفوضى قوة النظام ، وأصبحنا أمةً بعد أن كنا قطعاناً وغدونا دولة تقوم على أربع دعائم : الحرية ، الواجب ، النظام ، القوة التي ترمز اليها أربعة أطراف الزوبعة القومية الاجتماعية الممثلة في علم الحزب السوري القومي الاجتماعي “.

 

معنى النظام ومعنى الفوضى

 

من هذه العبارة الاولى في خطاب الزعيم نفهم ما هو معنى الفوضى بالنسبة للحزب السوري القومي الاجتماعي، وما هو معنى النظام . فالفوضى ليست الا أنظمة متناقضة فيما بينها ، وهي ليست الا تضارب انظمة فردية جزئية فئوية عتيقة مفتتة للمجتمع . والنظام الجديد الذي هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يستمد حياته من الحياة القومية الاجتماعية وفلسفتها الجديدة القائلة بالانسان – المجتمع ونظامه القومي الاجتماعي، وليس أي نظام ولا مجموعة الأنظمة المستمد من الحياة الفردية الانعزالية والفئوية التجمهرية التي ترفض مفهوم الانسان -المجتمع – الأمة وتعاديه وترضى بعيشها كحياة القطعان في أنظمة متحاربة ومتعاكسة هي هي بحد ذاتها الفوضى ولا تعني الا الفوضى .ان الفوضي تعنى الأنظمة الفردية الجزئية المفسّخة لوحدة المجتمع .

 

قال سعاده ” ان نظام عقيدتنا القومية الاجتماعية هو الذي جمع بين الأفكار والعواطف ، ولمّ شمل قوات الشباب المعرضة للتفرقة بين عوامل الفوضى القومية والسياسية المنتشرة في طول بيئتنا وعرضها”، وليس نظام فرديات وانانيات الافراد الذي تبقى مطامعهم ركوب الموجات الاحتجاجية التي سلاحها الأقوى الصخب والضجيج والمهاترات والزعيق والتبويق والتدميروالخراب.

 

فالفوضى في معناها الحقيقي هي تناقض الأنظمة المتعددة في المجتمع ، وتقاتل الأفكار المستوردة والخواطر الرومانسية التي تسبب تدميرالمجتمع القومي الاجتماعي ونظامه الجديد من الداخل، وتساعد الأعداء على السيطرة عليه من الخارج . وحياة مجتمعنا خارج الحزب هي فوضى في فوضى وليست سوى أنظمة يستغلها أعداؤنا لنعيش التمزق والتفتت والضعف فيتحقق لهم ما يرغبون .

 

وهذا ما تعمل الدوائر العدوانية الاستعمارية على ترسيخ عقليته في مجتمعنا وفي نظام حزبنا بتوظيف بعض أفراد مجتمعنا وحزبنا في شركات استعمارية عدوانية ، وقد أطلقوا على هذه الحالة اسم            ” الفوضى الخلاقة ”  التي هي تحريك الأفراد وتحريك الانظمة المتضاربة ضد بعضها البعض لتستمر في اقتتالها الروحي والمادي الذي يجعل أمتنا كياناً بلا روحٍ واحدة ، وأرواحاً تفتك ببعضها البعض ، وتجعل الكيان خاليا خاوياً الا من هيجان البغضاء والأحقاد والكراهيات والفتن إما لهدف ربح ما وراء الوجود ، وإما للحصول على منافع مادية سخيفة تكون طُعماً للأفراد والأنظمة لتنقض على بعضها البعض قطعاناً من الجماعت التكفيرية الأشد توحشاً وهمجية

 

وكلام الزعيم الذي استشهد به الرفيق عطا الذي هو : ” إنّ النظام بلا قضية يخدمها لا يفيد شيئاً ذا قيمة في الحياة عموماً، وفي الحياة القومية خصوصاً…”

ينقسم الى جزئين :عام وخاص . والزعيم لم يكن همّه التركيز على النظام من حيث هو مصطلح لفظي بقدر ما كان همّه التركيز على النظام القومي الاجتماعي ممارسة تُنقذ المجتمع كله من اقتتال الأنانيات الفردية، وتضارب الأنظمة الجزئية التجزيئية التي هي الفوضى وهي بالنسبة للاعداء ” الفوضى الخلاقة ” التي تخلق لهم وضعا مثاليا للسيطرة على أمتنا شعباً ووطناً وحضارة وتاريخاً ومصيرا . ان معنى ” الفوضى الخلاقة ” ليست الا وكر أفاعي من الأنظمة المتناقضة ، ووكر أنظمة قطعان تتقاتل وتتناهش وتتخابط وعندما تتعب يأتي مروضها وسائسها الغريب ليقيّدها بقيود لا انفكاك منها .

 

وقد ركّز الزعيم على اهمية النظام العقائدي الغائي في حياتنا القومية الاجتماعية الذي تحركه عقيدة سورية قومية اجتماعية وتوجهه الى تحقيق غاية سورية قومية اجتماية ، وهذا هو بالذات نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي شددتُ عليه في مقالي والذي كان عنوانه : ” سعاده لم يترك وصية أو وكالة لأفراد زائلين، بل لحزب الأمة السورية الباقي “.

هذا هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي ، وليس أي نظام انتفاضي اوتمردي اوانقلابي، كياني او طائفي او اتني يترأسه فرد  او افراد او مجموعة او فئة من أفراد كائنين من كانوا : أمناء أو أمينات ، رفقاء أو رفيقات ، مسؤولين أو غير مسؤلين .

فالطريق الأصوب والأسهل والأسرع لفهم فلسفة الحزب السوري القومي الاجتماعي ومبادئه وغايته ومناقبية اعضائه وتطهير كيانه من كل من وما يمكن ان يدخل اليه من أفراد ومكائد ومؤامرات وغباوات وأخطاء ومفاسد وسيئات هو الطريق الذي أشار اليه سعاده في محاضرته الأولى بعد عودته من المغترب القسري : ” الحضور الى الندوة الثقافية الذي يجب أن يعتبر ، خصوصاً في الأوساط الثقافية واجباً أولياً أساسياً في العمل للحركة القومية الاجتماعية ” وقد قال بشكل واضح وفصيح وبليغ :      ” اذا كنا لا نقدر ان نطبق النظام في الأوساط المثقفة ، اعترفنا بأن هذه الأوساط غير صالحة لحمل أعباء حركة فكرية ذات نظرة واضحة الى الحياة ، وليست أهلاً للاضطلاع بعمل عظيم كالذي وضعناه نصب أعيننا

وعلى هذا الأساس قلت في مقالي المذكور : ” المناقبية الأخلاقية القومية الاجتماعية هي فقط سلوك العمل لتحقيق المباديء القومية الاجتماعية بنظام قومي اجتماعي . وهذا لا يتحقق الا بتوحيد نفوس الرفيقات والرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه سعاده بالوعي والمعرفة والفهم والممارسة النظامية الواعية ،وقال عنه مؤسسه لحظة استشهاده :

لقد أتممت رسالتي وأختمها بدمي…انا أموت اما حزبي فباق

ولم يقل أبداً عن أي ” حزب انتفاضة ” باق ، ولا قال عن أي ” حزب كيان من كيانات الأمة “، ولاعن أي ” تنظيم قام به بعض الأفراد الذين خرجوا عن النظام في حلقة من الحلقات“،ولا قال أو توقع ان تتحقق نهضة الأمة في”تكتل فئوي يقوم به أفراد ” توهموا أنهم أصبحوا أكبرمن واضع العقيدة   وواضع النظام ومؤسس حزب النهضة ، وأصابهم مرض الشكوك فاضطربوا وهاجت في نفوسهم الأهواء الخصوصية ، والنزعات الفردية الموروثة من عهود الانحطاط الغابرة وغلبت فيهم” عقدة جنون الخلود.” التي كتب عنها سعاده .

الأسباب التي عرقلة مسيرة الحزب

أما رأيي بحسب معرفتي واستيعابي وفهمي للفلسفة السورية القومية الاجتماعية ، فأن أهم الاسباب التي عرقلت مسيرة الحزب السوري القومي الاجتماعي ، وأخرّت في تحقيقه الانتصار الكبير تعود الى الأخطاء والمخالفات التالية

1- انتفاضة المنفذين العامين على انتخاب الأمين عصام المحايري رئيساً للحزب بعد انتهاء مدة رئاسة الأمين جورج عبد المسيح واعادة انتخاب الأمين جورج عبد المسيح رئيساً تحت ضغط المنفذين العامين وقبول الأمين جورج عبد المسيح أن يعود الى رئاسة الحزب تحت ضغطهم أيضاً .

2– انتفاضة بعض الأمناء والرفقاء على رئاسة الرئيس أسد الأشقر المنتخب بعد انتهاء مدة رئاسة الأمين جورج عبد المسيح برئاسة جورج عبد المسيح وتأسيسهم تنظيم الانتفاضة وتسميته : الحزب السوري القومي الاجتماعي .

3– حركة الرفيق أبو واجب وسيم زين الدين الانقلابية والتحاق الأمين الياس جرجي قنيزح بها على الرئيس المنتخب الأمين انعام رعد .

4– أنتفاضة بعض الأمناء والرفقاء على الرئيس انعام رعد برئاسة الأمين الياس جرجي قنيزح والتحاق الأمين عصام المحايري بالتنظيم الذي أطلق عليه تنظيم الخوارج .

5– خروج بعض الأمناء والرفقاء في الكيان الشامي عن الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي الذي كان يرأسه الأمين أسعد حردان وتأسيس حزب كياني شامي على غرار الذين ارادوا لبننة وكيننة الحزب في لبنان واستبدال عقيدته القومية الاجتماعية بالعقيدة الفردية الشخصانية في عهد الزعيم برئاسة نعمة تابت ومشاركة قيادي الحزب اثناء غياب سعاده القسري أمثال مأمون اياس ويوسف الخال وفايز صايغ وغسان تويني وسعيد عقل وغيرهم .

6- ان تمردات وانتفاضات الأمناء والمسؤولين السابقين شكلت بيئة مناسبة ومشجعة للتحركات الفوضوية والتمردات الأخيرة في الحزب بحيث أصبح كل من سمع اشاعة او خبرية كاذبة عن الحزب يحملها ويروجها في اوساط الحزب وخارج الحزب دون أن يدري ما هي العواقب التي ستحصل وما هي الثغرات التي يفتحها للأعداء لغزو الحزب بافكار غريبة لا تخدم الا أعداء نهضة الأمة السورية وعرقلة مسيرة الحزب. وهكذا كثرت الدعايات والأقاويل لتشويه صورة الحزب وسمعته ليس في الخارج وحسب بل في الداخل أيضاً وكل ذلك بسبب بسيط هو الابتعاد عن الندوة الثقافية واهمالها ممن كان يفترض بهم ان يكونوا في طليعة الحضور وقدوة في النظام ، وقدوة في الثبات والمثابرة والتثقف والمعرفة والاستيعاب والتعمق في فهم أغراض ومقاصد حركة النهضة القومية الاجتماعية .

وبسبب عدم الفهم الصحيح للعقيدة القومية الاجتماعية وللنظام القومي الاجتماعي تعرض جميع رؤساء الحزب لتشويه سمعتهم وصورتهم وعرقلة اعمالهم بالاشاعات والاكاذيب والتلفيقات التي اعدها اعداء النهضة واعداء الأمة وسرّبوها الى البسطاء والخونة والمنحرفين والهروبيين متناولين بها الرؤساء الأمناء من أسد الأشقر الى عبدالله محسن وعبدالله سعاده وانعام رعد وعصام محايري وعلي قانصو وجبران عريجي واسعد حردان حتى الرئيس الحالي الأمين الجزيل الاحترام حنا الناشف الذي بدؤوا بتشويه صورته قبل أن يتسلم رئاسة الحزب . انهم خونة مجرمون بلا شك وقد قال فيهم سعاده في مقاله عودة على النزعة الفردية في جريدة الزوبعة في العدد 50 سنة 1942 هذا القول الحكيم  :

ويمكن القول بتأكيد أنه لا يوجد فرد واحد مطرود من الحزب السوري القومي الاجتماعي إلا كان موافقاً قبل طرده على تدابير الطرد بحق غيره لأسباب شبيهة بالأسباب التي طرد لأجلها هو. إنه كان يقبلها ويجد فيها العدل. ولكنه كان يحسب ذاته فوقها، فلما بلغ الحق العام إليه وحاولت المنظمة إقامة الحد عليه تمرد وانقلب وطرد . ذو النزعة الفردية لايعرف ولا يريد أن يعرف أن هنالك حدوداً واختصاصاً ومراتب للشؤون والأعمال أو هو يعرف أن هذه الأمور موجودة ولكنه فوقها “.

والظاهر ان الذين انتفضوا وتمردوا وانفصلوا وخرجوا من الحزب بعد ان أوصلهم نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الى مستوى لا بأس به من المعرفة والفهم والتجربة والمكانة ،كان خوفهم أن تعم المعرفة القومية الاجتماعية السليمة في أوساط الحزب فيخسرون مراكزهم التي ارادوها مناصب كبيرة لهم وهي في الحقيقة ليست في مفهوم النهضة الا مسؤوليات كبيرة لا يستطيع حملها الا الرفيقات والرفقاء الجبابرة في الوعي والمسؤولية والجهاد والتضحية .

لقد أخطأ كل من انتفض او تمرد او انقلب او هرب من نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي ولا انقاذ لهم الا بالعودة الى نظامية وصفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي الذي أسسه سعاده وليس الى احزاب من تأليف وتنفيذ الهروبيين الفرديين . فالواجب المقدس هو والالتحاق بالندوة الثقافية للدرس والتأهيل وفهم العقيدة والنظام القوميين الاجتماعين ، لا التأرجح والتراوح بين العقائد الفردية الفئوية وأنظمتها الفردية والفئوية والأفكار والخواطر المسممة التي ليست الا مهيجات دعاية لهيجان ” الفوضى الخلاقة ” وتنفيذ خطط ومؤامرات ومكائد الأعداء .

رد الرفيق شحادي

أما رد الرفيق شحادي الغاوي الذي سبق لي ان اطلعت على عدد من مقالته ودراساته التي اتسمت بالموضوعية والبحث المنظم فاني متأكد انه قرأ المقال بتمعن ولم يعط رأيا متسرعاً فجاء رأيه ايجابيا عن الحزب السوري القومي الاجتماعي في قوله : ” ان أفكار وحجج الرفيق المسمار هي كلها صحيحة وتنطبق على حزب سعادة وبقيادة سعادة قبل استشهاده.” .

 

وليكن واضحاً انني لم أشهد لرأي الرفيق شحادي لاحداث شرخ بين الرفيق العزيز شحادي من ناحية والرفقاء الأعزاء عطا السهوي واسامة المهتار وريمون الجمل من ناحية ثانية ، واحتراما ومحبة بطرف وعدم احترام وكراهية بطرف آخر، ولا لأنه قال : “ أن أفكاري وحججي كلها صحيحة وتنطبق على الحزب السوري القومي الاجتماعي ولكن في عهد سعاده وليس بعد عهد سعاده ” .

 

وأنا بدوري لا أخالفه الرأي بذلك . ولكنني أرى أن سعاده حتى في عهده كان مضطراً الى سحب وكالته التى سمح بها لأشخاص زائلين عندما قصّروا في تحمّل المسؤولية ان يتكلموا باسم الحزب ويديروا شؤونه وخاصة الذين كانوا بوجهين ولسانين أمثال نعمة ثابت وفايز صايغ ويوسف الخال وغسان تويني وسعيد عقل وصلاح لبكي مثلاً الذي توصل الى أن يكون نائب الزعيم في الوقت الذي كان فيه يتلاعب ويعطي اسرار الحزب للدوائر المتعاملة مع الاستعمار الفرنسي ، ولا يريد من الحزب الا أصواته الانتخابية ليفوز في مقعد نيابي في لبنان. فكان صلاح لبكي سوري قومي اجتماعي مع السوريين القوميين الاجتماعيين، ولبناني طائفي كياني مع اللبنانيين الطائفيين الكيانيين ، وعروبي رومنسي مع العروبيين الرومانسيين والأمثلة كثيرة وغيره كثيرون .

 

فالرفيق شحادة الغاوي يحصر المشكلة مع الرفيق يوسف بالمنطق التالي :

المشكلة هي ان الرفيق المسمار لا يريد أن يرى الفساد في الحزب الراهن المتشظي إلى ثلاثة أو أربعة اقسام  ولا يريد أن يعترف بوجود هذا الفساد وهذا التشظي . الرفيق المسمار يعتقد أن من ينتقد الفساد في الحزب والانقسام في الحزب يكون منتقدا لحزب سعادة نفسه !!”

 

لقد رأى الرفيق شحاده الفساد في الحزب الراهن واعتبر التشظي والانقسام فساداً معمما الفساد على الحزب وعلى من انتصرت فيه النزعة الفردية واعتبر نفسه فوق النظام وفوق المحاسبة وأفهم من واضع العقيدة والنظام وخرج من الحزب هارباً فصدق فيه هذا القول لسعاده “الهاربون من الحق والعدل كلهم لهم خطة واحدة، وسلوك واحد هو الابتعاد عن نقطة الجريمة في كل طريق يلوح للهارب انها تساعده على اخفاء الموضوع ، والتواري عن نظر التحقيق وعين العدل .” وبالهروب من النظام القومي الاجتماعي الجديد أخفوا أخطاءهم وجرائمهم بعودتهم الى التمترس في ظل الأنظمة الفردية والفئوية والتكتلية التي هي نفسها الفوضى السائدة خارج نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي .

 

الحزب السوري القومي الاجتماعي واحد

 

ان الحزب السوري القومي الاجتماعي بدأ حزباص واحداً وبقي ولا يزال حزباً احداً لا ثاني له . ونظامه نظام واحد وبقي ولايزال نظاما واحداً قومياً اجتماعيا وليس فردياً فئوياً ، ومؤسس الحزب وواضع عقيدته ونظامه هو مؤسس واحد وبقي ولا يزال في الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي هو المعلم العبقري الخلاق الذي لم يتخطاه ولا تجاوزه في فكره ورسالته وابداعه أي واحد من تلاذته أمناء كانوا أو ورفقاء.

أما تلك الاحزاب فمؤسسوها كثر ولا يزالون يفرخون ويتكاثرون وكلهم هربوا من الحزب الواحد والنظام الواحد والمؤسس الواحد وتوهّموا ويتوهمون ويحسبون أنفسهم كلهم زعماء ورؤوساء وجنرالات، ويعتبرون أن الحق يميل معهم كيفما اتجهوا ، وعندما وصلوا الى الطريق المسدود أخذوا يتهمون الحزب بالفساد وأعضاء الحزب بالمتعايشين مع الفساد ظنا منهم بأن هذه الحيل والألاعيب تخدع العقلاء كما تغش البسطاء .

 

فهذا ما يقوله عطا السهوي :

 

” هذه المؤسسة تحكمها العقليّة البائسة نفسها، على صورة السلطة السياسية و على صورة النظام المافياوي الذي قضى على البلد، وأخذه إلى الخراب والإفلاس.”

ويأتي من يحاول أن يقنعنا بمشاريع «التغيير من داخل»، بسذاجة تصل حد العمى تارة، وبخبث ملؤه التكاذب السياسي الذي بات جزءاً من “أخلاقنا القومية” تارةً أخرى. من يغيّر ماذا؟ وهل نستبدل بالسيء الأسوأ منه؟”

وهذا ما تقوله مجلة الفينيق التي تقول عن نفسها أنها” تعنى بالفكر القومي الاجتماعي “:

الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اسسه سعاده سنة 1932، في حالة انهيار تام . إنه ثلاث “شلقات” كبيرة ومتفاوتة الحجم، وشلقات عديدة أصغر، ناهيك عن الحجارة المتساقطة هنا وهناك. لم يبق من هذا البنيان العظيم سوى الأساس. بعض من كان فيه قد قضى، وبعضهم صامت أو يئن من وطأة الألم ، وبعضهم يتلهى بطلاء الشلقات وتجميلها ، وبعضهم يتقاتل بصخب فوق الحجارة أو تحت الركام.”

أما سبب الانهيار فهو تحويل البنيان من قاعدة انطلاق إلى وكر للفساد واللصوصية في جناح منه، وحلقات ذكرٍ وترحمٍ في جناح ، وقوقعة وانعزال في جناح آخر. وتحت هذا التحول ينطوي استبدال الوجدان القومي كقاعدة أخلاقية، بالنزعة الفردية. صوت هؤلاء ضائع وجهدهم هباء. هذا هو الوضع كما نراه.”

وهذا ما يقوله ريمون الجمل بالانكليزية وليس بالعربية : ” فأنت    ( ويقصدني أنا ) لا يمكنك أن تستمر نظرياً في مهاجمة الأفراد الجالسين جانباً بينما ” البغال ” يلبطون كل شخص من حولهم كما قال الراحل سعيد تقي الدين . أنظر الى المشاكل ككل والاّ فنحن ندفن رأسنا في الرمال رافضين تصحيح المسيرة “

لا يزعجني أبداً أن يقال عني أنني كما قال بعضهم ” أحاول أقـناعهم بمشاريع «التغيير من داخل»، بسذاجة تصل حد العمى تارة، وبخبث ملؤه التكاذب السياسي الذي بات جزءاً من “أخلاقنا القومية” تارةً أخرى “كما قال عطا السهوي فيكفي ان أعيد قراءة قول سعاده : ” يجب أن أنسى جراح نفسي النافذة لكي أساعد في ضمد جراح أمتي البالغة ” لأكون مرتاحاً ومتوازن وهاديء ، فقد تناولوا بالشتم والتجريح من هو أهم مني ومنهم عندما أيدوا رأي صحيفة الفينيق التي قالت: “أن بنيان الحزب انهار وتحول من قاعدة انطلاق إلى وكر للفساد واللصوصية في جناح منه ، وحلقات ذكرٍ وترحمٍ في جناح ، وقوقعة وانعزال في جناح آخر ، وأن أعضاؤه مستسلمون ومتعايشون مع الفساد واللصوصية وحلقات الذكر والقوقعة والانعزال !” وأن الرفيقات والرفقاء والأمينات والأمناء في الحزب ليسوا الا ” بغال يلبطون كل من يقترب منهم “. فمن طبيعة النفوس الهائجة اضطراب الفكر والأعصاب ، وليس على صاحب الفكر المضطرب والأعصاب الهائجة حرج فهو أسير فكره المضطرب وأعصابة الهائجة التي جعلته يقول نتيجة انفعاله ان : ” المؤسسة الحزبية لا تمت بصلة غير الاسم للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه سعاده التي هي مؤسسة بائسة تحكمها عقلية السلطة والنظام الميفياوي الذي قضى على البلد، وأخذه إلى الخراب والإفلاس.” .

 

لقد تكلم الرفيق شحادي الغاوي أيضا عن الفساد بشكل مطلق وحصره في الحزب وعبّر عنه بالتشظي الى ثلاثة أو أربعة أقسام مساوياً بين الذين تمردوا على الحزب وخرجوا من صفوفه بتظاهرات فردية وفئوية وتكتلية وأسسوا احزاباً وساوى بينهم وبين الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه سعاده بتعاقد ثنائي بين الحزب والمواطن السوري .

 

ولا يخفى الفرق على البصير بين حزب يقوم على اساس قضية سورية قومية اجتماعية بتعاقد ثنائي وبين أحزاب قامت على أساس تنادي غوغائي فوضوي يتلاعب بالعواطف بين أفراد ومجموعات انتسبوا الى الحزب بتعاقد ثنائي وأنشأوا احزابهم بتجمعات فردية وفئوية . وقد كان سعاده مصيبا ودقيقا حين قال : ” إن من أشد العلل التي يحاربها النظام القومي الاجتماعي خبثاً وخطراً،علة التلاعب بعواطف الجماهير وتسخيرها للمآرب الخصوصية .” فكيف اذا كان التلاعب بعواطف الرفيقات والرفقاء من قبل أمناء ورفقاء حملوا مسؤوليات مهمة في مؤسسات الحزب السوري القومي الاجتماعي المركزي وكان يفترض فيهم أن يكون على دراية تامة واحترام الخطوات المهمة التي ذكرتها واقتبستها من أقوال المعلم سعادة في بداية هذا المقال كمعرفة فلسفة الحزب، والوضوح ،والتعيين، والمعرفة، والاطلاع ،والفهم ، والوعي الصحيح ، والدرس المنظم ، واتخاذ بعد ذللك الموقف السليم والقرارالصائب عند التكلم عن الحزب السوري القومي الاجتماعي و عقيدته ونظامه والأخلاقية الجدية العالية التي قدّمها للمجتمع السوري ؟

 

الصلاح والفساد في المفهوم القومي الاجتماعي

 

للحديث عن الصلاح والفساد في الحزب السوري القومي الاجتماعي لا بد لمن يدعي الفهم ان يعود الى التعاليم القومية الاجتماعية وما قاله واضع التعاليم أنطون سعاده في هذا الشأن

ان أفضل وسيلة لمتابعة هذا الرد أن نذكر قولين لسعاده نستخلص منهما معنى الصلاح والصالحين ومعنى الفساد والفاسدسن: قال مؤسس الحزب سعاده :

 

“إن الحزب السوري القومي ليس حزباً سياسياً دون صفة ثانية، بل هو أكثر من ذلك قليلاً ، هو حركة الشعب السوري الدافعة به ليحل مركزه في العالم ، هو رسالة الشعب السوري إلى سورية أولاً وإلى العالم أجمع رسالة الحرية والوحدة والواجب والنظام ، هو غير الحركات الجديدة التي نشأت على أثر الحرب العظمى . ليست حركة تقليد، بل مجموع جوهر كل الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً.”

 

وقال أيضاً في كتاب للرفيق جميل الشلوحي : ” ولا تنسى أن معظم الشعوب، مع جميع الفوارق الثقافية بين شعب وشعب، تجد عامتها تصح أن تسمى بالنسبة إلى قضاياها الكبرى وإلى غاياتها الأخيرة، عميانا، فلا بأس أن يكون هنالك عميان كثار أو قلائل بشرط أن يوجد لهم قواد مبصرون في القضية وفي شؤون العميان، وبشرط أن يكون لهؤلاء حسن النية. وأغلب الجهلة يمكن أن يصيروا جنودا جيدين إذا وُجد لهم قواد صالحون. فيجب ألا يرفض منهم  إلا من كان سيء الخلق فاسد الطوية متمردا على النظام ”

 

على ضوء قول سعاده نفهم أن الصلاح يعني أن يكون الحزب هو حركة الشعب السوري الدافعة به ليحل مركزه في العالم حاملاً رسالة الحرية والوحدة والواجب والنظام والقوة الى سورية والعالم ، والحزب السوري القومي الاجتماعي هو مجموع جوهر كل الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً .

لا يمكن أن يكون هناك صلاح في الحزب اذا لم يكن أعضاءه حركة عقائدية واحدة نظامية جوهرها مجموع كل الحركات الصالحة في العالم التي هي العقيدة القومية الاجتماعية وعياً واجتماعاً ، وروحاً ومادة ، ومناقبية أخلاقية وابداعاً ،ويمارسون ويحيون هذه العقيدة حريةً وواجباً ونظاماً وقوةً تستطيع ان ترفع الأمة السورية الى مركزها الراقي في العالم بحملها رسالة الصلاح لنفسها وللعالم .    أما الذي يعرقل تحقيق هذه الرسالة فهو سوء الخلق الذي ينتصر في نفسيات بعض الاعضاء وفساد النوايا في بعضهم ، وتمرد البعض الآخر على النظام . والصلاح والفساد لا يكون في الشخصية الاعتبارية التي هي مؤسسة الخطة النظامية الدقيقة التي هي الفكرة والحركة اللتين تتناولان حياة الأمة بأسرها بل يكونان في بعض الأفراد الصالحين أوالفاسدين الذين يسرّعون في تحقيق الخطة أو يعرقلون تحقيقها . وسعاده كان واضحاً حين قال في هذا الموضوع ولذلك أرى أن الخطأ هو في اطلاق الكلام دون روية ودون تفكير والاعتماد على التعميم والكلام المطلق المبهم الافتراضي التخميني : التبويقي الدعائي في اتهام مؤسسة الحزب السوري القومي الاجتماعي الاعتبارية بالفساد من أناس هربوا من الالتزام واحترام القواعد الاصلاحية حين خلطوا بين الحرية والعبودية وبين النظام والفوضى وبين القيام بالواجب والتخاذل وبين القوة والضعف فكانوا عبيد أهواء ” الأنا “وليسوا بناة المجتمع الأحرار . وضلوا في متاهات فوضى المفاهيم ولم يحترموا نظام الاجتماع . وحسبوا القعود بعيداً عن ساحة الجهاد أوجب الواجبات . وتوهموا ان الصياح واطلاق الشتائم والسباب والقال والقيل واتهام مؤسسة الحزب السوري القومي الاجتماعي بالفساد واتهام أعضائه بالفاسدين يجعلهم أقوياء وهم في الحقيقة ليسوا الا غبارا تنفخ به أبواق يهود الداخل من الخونة والمجرمين والتكفريين ، ويهود الخارج الطامعين ببلادنا بتعطيل وعرقلة تحقيق مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته. فصدق فيهم قول سعاده” في الأفراد فقط تلعب المفاسد ولا يمكن لهؤلاء أن يصموا المجتمع كله بالفساد الذي في نفوسهم ” .

ان مؤسسة الحزب الصالحة هي التي تأسست بتعاقد ثنائي بين الزعيم والمقبلين على دعوته في فترة حياته واستمرت هذه المنظمة القومية بعد رحيله بتعاقد ثنائي أيضاً فكانت الحزب الباقي وكان التعاقد الثنائي هو هو الصلاح . أما المؤسسات والتنظيمات التي تأسست بتجمهرات وتكتلات وانتفاضات وتمردات وخيانات فردية فئوية فهي المؤسسات التي قامت على أساس فاسد . والصلاح لايكون باجتماع الصلاح والفساد بل يكون بالتخلى عن الفساد مرة واحدة والى الأبد والعمل بالصلاح . أما الاستجابة للفساد والتخلي عن الصلاح فهو هو الفساد بعينه .وهيهات هيهات أن يتخلى حزب النهضة السورية القومية الاجتماعية الصالح عن صلاحه العقائدي النظامي الاخلاقي لأشخاص صوّر لهم هذيانهم وجنونهم انهم تخطوا بهوسهم وأضغاث أحلامهم عبقرية مؤسس مدرسة الحياة السورية القومية الاجتماعية الا اذا عادوا الى صوابهم واعترفوا باخطائهم وأهّلوا أنفسهم بتعميق فهمهم وتوسيع مداركهم وأدوا امتحان تخرّج ونجحوا في سلامة النوايا ورقيّ الكلام وصلاح الممارسة والعمل .

لقد أوضح لنا سعاده من هم الفاسدون حين قال : ” سيءُ الخُـلُـق ، وفاسـدُ الطويـة ، والمتمردُ على النظام ” وهذا هو الفساد : سوء الخلق وفساد الطوية والتمرد على نظام نهضة مجتمع الأمة . والصلاح الصلاح هو عكس ذلك.هو حُسنُ الخلق ، وصلاح الطوية، واحترام نظام نهضة الأمة . وليس الصالح من يتهم نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي بالفساد ويتهم عشرات الألوف من الرفيقات والرفقاء في الوطن وعبر الحدود بأنهم متعايشون مع الفساد ويريد من أعضاء الحزب أن يثقوا به مصلحاً منقذاً .

إن منظمة الصلاح القومي الاجتماعي هي :” الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يحمل الى سورية والى العالم أجمع رسالة الحرية والواجب والنظام والقوة والذي هو مجموع جوهر كل الحركات الصالحة للحياة مادة وروحاً .” وأعضاء هذا الحزب الصالحون كانوا ولا يزالون وسوف بستمرون الواعون المناقبيون أصحاب الخُـلُـق الحسن ، والطوية الصالحة والمحترمون والممارسون نظامالفكر والنهج . نظام النهوض بالحياة القومية الاجتماعية وترقية الحياة القومية الاجتماعية في حزبنا :

الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يرفض الاعتراف بأي تأثير غير تأثير المصلحة القومية الاجتماعية وضروريات الحزب السياسية.”كما عبّرسعاده .

ان من يتهم الحزب بأنه وكر فساد ولصوصية ، وان جميع الرفيقات والرفقاء في الوطن وعبر الحدود بأنهم متعايشون مع الفساد هو بدون شك مخبول ومعاق روحاً ونفساً وعقلاً ووجداناً ولا يصح فيه الا قول مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في قوله ” إنّي متكبّر على كلّ متكبّر على القضيّة والحركة والنظام. ومن ظنّ منهم أنّ رأسه بين النجوم فليعلم أنّي أرى النجوم مواطئ لقدمي . أمّا الّذي يترك الكبرياء ويحسب نفسه صغيرًا بالنسبة إلى القضيّة المقدّسة والعمل العظيم الّذي وقفنا نفوسنا عليه فهذا أخي وصديقي ورفيقي ”

ايها الرفيقات والرفقاء في الوطن وعبر الحدود

الحزب الذي أسسه سعاده مدرسة حياة قومية اجتماعية هو حزب كبار النفوس، وعظائم الهمم ، وجبابرة الأكتاف .والعقيدة التي أبدعها سعادة لا يستطيع حملها صغار النفوس ، وضعاف الهمم ،ومشلولي السواعد . والنظام الذي وضعه سعاده هو نظام قومي اجتماعي بامتياز ليس بمقدور الذين تربوا في مدارس الثقافات الزائفة الوظيفية الفتنوية الخادمة للارادات الغريبة أن يفهموه لأن أنانياتهم وفردياتم فتكت بهم روحاً وجعلتهم كيانات خاوية الا من الحقد والبغضاء والنميمة ، والخيانة والجريمة والانبطاح تحت اقدام آمريهم في دوائر العدوان على أمتنا التي ما كانت يوماً الا عدوة لحرية الشعوب.

ايها الرفيقات الرفقاء الأعزاء

اذكروا دائما قول سعاده العظيم: ” وقد تأتي أزمنة مليئة بالصعاب والمحن على الأمم الحيّة فلا يكون لها انقاذ منها الا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة

ان الذين خانوا ” القضية والحركة والنظام ” وراحوا ينددون بالقضية والحركة والنظام ، ويشكّون بصلاح الآلاف من أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين تحمّلوا الآلام والعذابات سجوناً وتشرداً ومنافي وجوعاً وتضحيات وجراحاً وموتاً وقدّموا وما زالوا يقدمون الشهداء منذ انطلاقة حزبهم ولا يزالون يواجهون  كل أنواع التحدي بنفوس عزيزة من أجل أمتهم وبلادهم وقضيتهم القومية الأجتماعية لا يستحقون ثقة أعضاء الحزب . فثقة أعضاء الحزب هي ويجب أن تكون بمن يثق بهم طليعة الصالحين وطليعة جنود الصلاح . أمالذين يشكّون بهم وبصلاحهم وبحزبهم فلن ينالوا الا لعنة الأجيال، ولا يستحقون الا حكم التاريخ الذي لا يرحم الخونة والمجرمين والحاقدين على الصالحين .

الرفيق يوسف المسمار

البرازيل في 16 /12 / 2018

 

إقرأ أيضاً

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh عمل عظيم وسخي للعالم الاجتماعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *