ليس في حزب سعاده ما يسمى معارضة وموالاة

ليس في حزب سعاده ما يسمى معارضة وموالاة

بل ممارسة حقوق وصلاحيات وواجبات

 

وصلني من أحد الرفقاء تعليق على المقال الذي كتبته ونشرته تحت عنوان ” الحزب السوري القومي الاجتماعي للذين وحّدوا ايمانهم وعقائدهم فيه ” يخالفني فيه الرأي في مسألة ” تنظيم الانتفاضة ” التي حدثت سنة 1957 فأجبته بالرسالة التالية التي أعطيتها عنوان التالي :”  ليس في حزب سعاده ما يسمى معارضة وموالاة بل ممارسة حقوق وصلاحيات وواجبات”

 

الرفيق العزيز  المحترم

تحية سورية قومية اجتماعية

تلقيت رسالتك الالكترونية بسرور واهتمام في 24/07/2016 رداً على مقالي الذي جاء تحت عنوان : ” الحزب السوري القومي الاجتماعي للذين وحّدوا ايمانهم وعقائدهم فيه ” وهذا العنوان هو عبارة من خطاب حضرة الزعيم انطون سعاده وردت في خطابه المنهاجي سنة 1935 .

تلقيت رسالتك بسرور لأنها آتية من رفيق سوري قومي اجتماعي هو رفيقي في معركة تحقيق نهضة الأمة السورية التي تعاقدنا مع سعاده المؤسس والمعلم من أجل تحقيقها .

وتلقيتها ايضاً باهتمام لأنها تضع أمام القومي الاجتماعي مسألة من أهم المساءل التي يجب ان يتصدوا لمعالجتها لكي يخرج الحزب من دوامة النزاعات الداخلية التي لم تكن الا مظهراً من مظاهر العقلية الشخصية الفردية التي جاء سعاده ليعالجها ويطبب الأمة من خطرها على وجود الأمة وحياتها ومصيرها .

لقد رحل سعاده الجسد ولكن سعاده الطبيب والقضية باق. فاذا مرض الطبيب وعجز عن القيام بمهته وتقاعد وتقاعس فعلى من يُعتمد في المعالجة والطبابة ؟

لقد تعلمت من سعاده ومدرسته ان القومي الاجتماعي قبل كل شيء هو المناقبي الذي لا يتناول مسؤوليه ورفقائه وابناء وطنه بسوءعندما تكون  اخطاؤهم وتقديراتهم  عن حسن نية وعن غير قصد لأن المهّم هو ان نعمل ونسعى من أجل تحقيق مبادئنا والاقتراب ما أمكن من تحقيق الغاية التي هي تحقيق نهضة الأمة . وتعلمت أيضا ان لا اسكت اذا تكررت الأخطاء نفسها ولم نحاول او نسعى لتجنبها لأن هذا هو الواجب الحق والحق الواجب . اليس الواجب هو من أساسات حركتنا ؟

بناء على ما تقدم وكما رجوتني أن أسمح لك بعرض رأي مخالف فأنا أرجوك بدوري أن أعرض رأياً مخالفاً دون ان اتعصب لرأيي على انه الرأي الذي لا صواب غيره وأحب بالمناسبة ان أخبرك أيها الرفيق العزيز انني ما انتسبت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي حباً باي رفيقٍ  مسؤولاً كان أو غير مسؤول،  ولم أتأثر بأي أمينٍ من أمناء الحزب مهما كان شأنه عاليا أو بسيطاً. ولكن كان اندفاعي باتجاه الحزب كان بعد قراءتي لبعض الكتب التي وجدتها في منزلنا في الهرمل للزعيم باعتبار ان والدي كان رفيقا قوميا اجتماعيا. وهذه الكتب هي:”نشوء الأمم، والمحاضرات العشر،  والاسلام في رسالته ،والصراع الفكري في الأدب السوري ،وكتاب تعاليم الحزب السوري القومي الاجتماعي “.

وبقراءة هذه الكتب كان دليلي الى الحزب هو سعاده وليس أي رفيق أو أمين  وهذا بالنسبة لي يكفي أن لا أُجرّ الى أي كان كما يُجرّ المعجبون بألأشخاص أو المنتفعون المتزلمون أو المرغمون بحكم سيطرة رئيس العشيرة أو الطائفة أو السلطة السياسية والعسكرية  .

ولهذا  كنت على نفس المسافة من المركز وتنظيم الانتفاضة. ومن يكون دليله سعاده لا حاجة له بدليل آخر . واعتقد أنك توافقني على ذلك الا اذا كنت لا ترى المعلم سعاده دليلاً كافياً .

كنت أدرس سعاده بهدوء وروية وخاصة اثناء دراستي المدرسية في مرحلة البكالوريا والفلسفة . وبعد ان وجدت نفسي قادرا على كتابة شيء يختص بفكر سعاده انطلاقاً من الكتب المذكورة آنفاً قمت بكتابة دراستين واحدة في مفهوم الفلسفة السورية القومية الاجتماعية وأخرى في النظام الاقتصادي السوري القومي الاجتماعي تجاوزت كل دراسة ال 160 صفحة .

هاتان الدراستان أهّلتاني لكي أكون مبشراً بفكر سعاده في أوساط الزملاء الطلبة قبل الانتساب للحزب أو مذيعاً شبه موفق بعد انتسابي  أو كاتباً نثراً وشعراً يمكنه ان يعبّر ولو بشيء قليل عن بعض أفكار سعاده .

في هذه الأثناء حصلت محاولة الانقلاب في لبنان التي يصفونها بالانقلاب الفاشل وأنا رأيتها ولا أزال اراها غير فاشلة واعتبرتها يومها حركة ضد الوضع الفاسد في لبنان أياً كانت النتائج ، لأن بنظري البسيط المتواضع  لا يمكن السكوت عن وضع فاسد ولو سكت سعاده عن الأوضاع الفاسدة في عهده لما استشهد ولما كان الزعيم الفذ أنطون سعاده .

بعد نجاحي المدرسي دخلت الجامعة في كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية في محلة الصنائع في بيروت . وكانت أول نقطة تحوّل في حياتي باتجاه الحزب السوري القومي الاجتماعي في السنة الأولى في ساعة محاضرة الدكتور ادمون رباط عندما كان يلقي علينا اول محاضرة في القانون الدستوري ، وفي تلك المحاضرة  اتهم الدكتور ادمون رباط انطون سعاده بأخذ فكرته عن عالم الاجتماع الفرنسي دوركهايم.

ولأنني كنت أقرأ كثيراً ووصلت في قرآتي الى معرفة اشياء كثيرة عن فكر أنطون سعاده ونظرته  وعن نظرية دوركهايم   في علم الاجتماع فقد تصديت للدكتور ادمون رباط الذي لم يكن يجرأ أحد على تصديه في تلك اللحظة على اعتبار ان دراسة الحقوق شيء جديد على جميع الزملاء الطلبة في السنة الأولى . فهو عالم قانوي دستوري كبير .

تكلمت ما يقارب 10 دقائق أو أقل مخالفاً اياه في رأيه ومحاولاً ايضاح فكر انطون سعاده وفكر دوركهايم الاجتماعي موجهاً الحديث الى الزملاء في القاعة دون أن اكترث به ، وأصابني في تلك اللحظة ما حصل لأحد الممثلين مع الرفيق دريد لحام في مسرحية ” كاسك يا وطن ” عندما سألته الممثلة الأخرى عن التيار الكهربائي ؟ فأجابها الممثل بحماس وصل الى حد الانفعال : ” ان التيار المعادي لأمتنا سنقطع دابره … “وكان من حسن حظي انني كنت مطلعاً على كتاب ادمون رباط الذي عنوانه ” الولايات المتحدة السورية ” وانهيت كلامي مفاجئاً اياه بالقول : ” هل عندما ألفت كتابك يا دكتور رباط أخذت فكرتك عن العالم الاجتماعي دوركهايم ؟ فانفعل وقال : أجلس  فجلست  .

لا  اريد ان اكمل الحديث عن الدكتور ادمون رباط وكيف صارت علاقتي به وبالاساتذة الآخرين الدكاترة  بطرس ديب وألبير فرحات وادمون نعيم ، بل انتقل الى المهم وهو انني بعد انتهاء محاضرة الدكتور رباط وخروجنا من القاعة جاء بعض الطلبة ليسلموا علي ويحيون ذلك الموقف ومجموعهم  لا يزيد على أصابع اليد الواحدة اذكر منهم تلك المجموعة  انطوان داغر ورئيف داهوك وكمال الحلبي . وبتلك المجموعة بدأت اول خلية للحزب في كلية الحقوق والعلوم السياسية بعد محاولة الانقلاب ولم يكن بيننا أي رفيق سبق له ان اقسم يمين الانتساب.

انضم الينا  بعدها رفيق من الكيان الشامي اسمه جورج قيصر من اللاذقية وكان في السنة الرابعة علوم سياسية واقتصادية ، واعتقد انه يعمل حاليا في صحيفة الوطن في دمشق .

بدأنا نشاطنا في اوساط الكلية ورحنا نبحث عن المحبذين او القوميين دون ان يكون لنا اتجاه نحو مركز او نحو انتفاضة .  المهم عندنا كان سعاده وليس غيره . نجحنا في اوساط الطلبة بتوضيح الكثير عن فكر سعاده ولغتي العربية الفصيحة ساعدتني جدا على توضيح الكثير واستقطاب الكثير من الطلبة والعمل السري باسماء مستعارة  لأن في تلك السنوات لم يبق أحد يجرؤ على التكلم باسم الحزب او أننا لم نتعرف على أحد يقوم بدعاية للحزب لا من قبل المركز ولا من قبل الانتفاضة . وكل ما علمته فيما بعد أن المركزيين والانتفاضيين يتكلمون عن نشاط الطلبة في الجامعات والمدارس الثانوية التي كنا نحن طلبة الجامعة نقوم بها .

واثناء نشاطنا كنت ازور بعض القوميين امثال رياض طه نقيب الصحافة  ومحمد يوسف حمود وجورج عبد المسيح والياس جرجي قنيزح وزكريا اللبابيدي ونعمة حمادة ولا داعي لذكر اسماء كثيرة . وقد عرضت دراستي الفلسفية على جورج عبد المسيح التي أعددتها قبل انتسابي الى الحزب ، وأذكر أنه نوّه بها أمامي وقال لي جيّد انت تكتب أحسن من أسد الأشقر الذي كان يومها في السجن ولكنه أخذ عليّ يومها انني اشرح سعاده اكثر من ذكر عباراته . وقال لا داعي لكل هذا الشرح يمكن الاكتفاء بما قال سعاده . وقد كنت في دراستي حين اورد جملة لسعاده أضعها بين هلالين دون ذكر قائلها . وعدم ذكر قائل العبارة  سببه كان من ضمن خطة عملنا في الجامعة عندما اتخذنا شعارا لنشاطنا هذا الشعار :” نحن طلبة انتصار ولسنا طلبة سجون“، لأن السلطة اللبنانية في تلك الحقبة ادخلت الى السجن عشرات الآلاف من القوميين وغير القوميين ، وأصبحت أهم تهمة توجه الى المواطن اللبناني انه قومي . واذكر حادثة مثيرة للضحك والحزن عندما  حدثت سرقة من أحد المحلات في وسط بيروت اي ساحة الشهداء وهرب السارق وراح صاحب المحل ينادي : حرامي حرامي . فلم يتحرك أحد لمساعدته  ، فاستبدل كلمة الحرامي بكلمة قومي. قومي فهب رجال الشرطة والناس للقبض عليه .

ولا بد من ذكر ان  الذين كانوا  يزورون جورج عبد المسيح من الطلبة كانوا بتوجهينا وذلك للحصول على بعض الكتب للزعيم، فكان يزوّدهم بكتاباته اكثر من تزويده لهم بكتابات سعاده . وتوقفي عن زيارة جورج عبد المسيح وتوقف الكثيرين كان لسببين هما : قرأت في احدى الصحف القديمة ان جورج عبد المسيح أخذ رفات سعاده فسألته لماذا أخذتم رفات سعاده من الضريح فأجابني : لكي لا يهينوننا بعد موتنا . فأجبته على الفور : لكن سعاده قال : “نحن جماعة لا تتخلى عن عقيدتها ومبادئها واخلاقها لتنقذ جسداً باليا لا قيمة له ” فلم يعجبه كلامي واستشهادي بعبارة الزعيم  بل قال  لي انتم الشباب متهورون متسرعون . سألته اين رفات الزعبم فقال : ” في مكان قريب “. هذا هو السبب الأول . والسبب الثاني هو انه كان لا يترك مناسبة الا ويتناول القوميين المساجين مثل أسد الأشقر ومحمد البعلبكي وعبدالله سعاده وانعام رعد  وغيرهم …  .

قلت له في احدى الزيارات لماذا لا تتصدر الدفاع اليوم عن الحزب وتتصدى لخصومه ولا تقبل بكل ما يجري من ملاحقات وتعذيب وتشويه لصورة الحزب وكل ما تقوم به السلطة اللبنانية ضده وهؤلاء الذين دخلوا السجن كان دخولهم من أجل الحزب والقضية ؟ قال نحن ننتصر للحزب ونعمل بصمت والذين تتحدث عنهم  منحرفون ولا أحد منهم عنده امكانية كتابة أي مقال مهم عن فكر سعاده الصحيح وأنت أقدر منهم جميعهم . هذا كان السبب الثاني الذي جعلني اتوقف عن زيارته دون أن أمنع أحد من الطلبة لأننا كنا بحاجة الى كتب . وأكثر الحلقات التثقيفية والاذاعية كنت أقوم بها مع الرفيق جوزيف بابلو الذي يجيد الفرنسية بشكل رائع أكثر منا جميعا علماً انني ترجمت في تلك المرحلة مباديء الحزب الى الفرنسية وكانت ترجمتي من الاسباب التي جذبت جوزيف الى العمل معنا ومن ثم الانتماء .  وقد باشرنا ايضا بترجمة المباديء الى الانكليزية لتقوية نشاطنا في الجامعة الاميركية  والاتصال ببعض الطلبة هناك . وقد أثمرت جهودنا بشكل ملفت حتى ان أحد الطلبة الأميركيين  الذي كان يدرس في الجامعة الأميركية قام بدراسة عن فكر أنطون سعاده . وعندما سألنا اذا كان بالامكان التعرف على بعض المفكرين في الحزب أشرنا عليه بلقاء جورج عبد المسيح وعبدالله سعاده وانعام رعد  ومنير خوري باعتبارهم يجيدون الانكليزية . وقد زارجورج عبد المسيح في بيت مري بالفعل  كما زار القوميين المساجين في السجن . وبعد زياراته لجورج عبد المسيح والمساجين قال لنا  في لقاء واذكر من الحضور الرفيق فريد نبتي انه أعجب بالأمين عبدالله سعاده ولكنه لا يحب ان يلتقي به في السجن من وراء الشبكة .

كان جوزيف يستعمل ايضا اسماء مستعارة  . واهم سلسلة كانت في ذلك الزمن حلقات جوزيف بالفرنسية تحت عنوان سعاده والعلوم الاجتماعية وحلقتي كانت تهتم بشرح الفلسفة القومية الاجتماعية ومفاهيم الاقتصاد والسياسة والدين . وكان اتفاقنا ان نسمي كل محاضراتنا بالمجتمعي او المجتمعية كالقول بالفلسفة الجتمعية او الاقتصاد المجتمعي او السياسة المجتمعية او الدين المجتمعي . وظهرت لأول مرة كلمة المجتمعي والمجتمعية بدل القومية الاجتماعية في تلك المرحلة  .

اقسمنا اليمين عن طريق المركز وليس الانتفاضة لأننا اكتشفنا ان كل عمل او نشاط نقوم به بين اوساط الطلبة من أجل الحزب كان الذين ينشطون من قبل الانتفاضة يشوّهون علينا الى أن كان ذات يوم عندما ذهبت لتأمين حلقة اذاعية لمجموعة من الطلبة في سن الفيل في بيت الطالب رامز دهادم ( الامين حاليا)  وشقيقته وجدان دهام  واذكر من الحضور محمود المسمار وكان الطلبة يتراوحون ويتشتتون  بين عملنا وعمل الانتفاضيين فدعوني سرا ودعوا ايضا الرفيق بديع عطية ليتخلصوا من المراوحة والتشتت الفكري  بيننا كمركز وبين تنظيم الانتفاضة ففوجئت بكلام أخر تهديمي أكثر منه انشائي بنائي ولم اكن اعرف اسمه وظننته في باديء الأمر من الطلبة المدعوين . لكنه عندما بدأ يقول ان الحزب ليس هؤلاء المساجين بل هو عند جورج عبد المسيح فقلت له بكل صراحة : أنا لا أرى ذلك صحيحا ولو كان الحزب عند جورج عبد المسيح لما وجدنا التشويه الذي نصادفه كلما ذهبنا الى حلقة اذاعية . ولذلك قلت للرفيق بديع عطية يومها ؟ كل عمل يقوم على اساس واضح يؤدي الى وضوح وهذا ما اراده سعاده ،والوضوح ينفع اما الغموض فلا نفع منه ولهذا فانني سأحدد موقفي واريد ان تحدد موقفك : انا في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اسسه سعاده وبقي سريا حتى سنة 1935 وهذا الحزب  كان بقيادة سعاده حتى رحيل جسده وبعد رحيله ترأسه الامين الجزيل الاحترام جورج عبد المسيح، وبعد انتهاء رئاسته قام بعض الامناء والرفقاء بانتفاضة على الحزب ،وهذا الحزب تراسه بعد الأمين جورج عبد المسيح الأمناء  مصطفى ارشيد وأسد الأشقر وعبدالله محسن وعبدالله سعاده الذي  حصلت محاولة الانقلاب في عهده ومجموع مسؤوليه اليوم هم في السجون او مشردون ومهجّرون في شتى الانحاء . ونحن الطلبة في الجامعات نقوم بنشاط لمصلحة هذا الحزب في وجه الحكومة اللبنانية التي تسعى الى تشوية سمعة حزبنا في كل الوسائل وبشتى الطرق وقد لمس الجميع ما تقوم به حكومة لبنان بواسطة المناشير التي توزّع وتعمم  ، ويكفى ان نطلع على  المنشور الذي وُزّع وانتشر في كل مناطق لبنان الذي يقول : ” من آمن بالمسيحية فهو كافر، ومن آمن بالاسلام فهو أكفر، ومن آمن بلبنان فليس منا . ديننا الحزب القومي السوري الاجتماعي ” هذا ما وزعته حكومة لبنان ونحن قمنا بتمزيقه ومحوه من الساحات فما هو رد الانتفاضة على هذا البيان ؟ واذا كانت الانتفاضة غير معنية بالانقلاب فأي رد قامت به على هذا التشويه للعقيدة السورية القومية الاجتماعية ؟ .

وقلت له بناء على كل ما ذكرت اريد منك ان تحدد موقفك: هل انت سوري قومي احتماعي  أم عضو في حزب الانتفاضة ام مواطن . فاذا كنت رفيقا معي في المر كز فحديثنا يجب ان يتمركز على العمل من اجل انتصار الحركة القومية الاجتماعية . أما اذا كنت من حزب الانتفاضة فالحديث سيكون مختلفا ومن  واجبي ان اتوجه اليك  من اجل العودة الى المركز وانهاء حالة الانتفاضة . أما اذا كنت مواطنا فالواجب يدعوني  ان أركّز على شرح المباديء والتعاليم والغاية حتى تكون أحد الرفقاء في المستقبل بعد اقتناعك بتعاليمنا .

اذكر جيدا ان الرفيق بديع صمت في البداية ثم حاول ان يغيّر الموضوع  ولم يحدد موقفه من الاوضاع الثلاثة التي تحدثت  عنها : هل هو مركزي او انتفاضي او مواطن . بعد ذلك خرجت من الحلقة وتركت الطلبة معه ليتابع هو نفسه الحلقة لكي لا نظهر امام الطلاب في تخبط وبلبلة وتضاربات . وبعد اللقاء عرفت ان اسمه بديع عطية و كنت في تلك الفترة ملاحق من قبل السلطة اللبنانية بعد ان انكشف امر تنظيم الطلبة وعلمت السلطة ان رئيس المكتب هو يوسف المسار وقد يكون هو صاحب الاسماء المستعارة .فطردت نتيجة لذلك من وظيفتي في وزارة الاشغال مديرية المباني حيث كنت مسؤولا عن القلم السري للمدير العام متري النمار ، واستطعت الافلات ومغادرة البلاد الى البرازيل وعلمت انه صدر بحقي حكم بأربع سنوات سجن وقد ارسل القرار لي  .

بعد مغادرتي بمدة غادر ايضا الرفيق جوزيف الى فرنسا . وهذه المغادرة كانت في ذك الوقت لمصلحة النشاط الطلابي لكي لا ينكشف التنظيم الطلابي ويلاحق الطلبة ويدخل الكثيرون منهم الى السجون وقد دخل السجن طلاب قلائل لا يعرفون شيئاً عن تنظيمنا السري.

 

 

رفيقي العزيز

ترجو مني في رسالتك ان اسمح لك بعرض رأي مخالف بما يتعلق بالانتفاضة وخاصة في الخمسينات وتقول:” بعد الإنجرار وراء السياسة المنحطة قدم أكثرية المجلس الأعلى إستقالاتهم ودعوا الباقين لها. 1956 1957″ . أصبح المجلس الأعلى دون العدد القانوني للنصاب.

اذا كانت اكثرية أعضاء المجلس الأعلى قد قدّمت استقالتها فهذا يعني ان الأكثرية في المجلس الأعلى كانوا مع الانتفاضة ، وكان بامكان الأكثرية ان تمنع الانجرار وراء السياسة المنحطة كما تقول ، وهل بامكان دعاة السياسة المنحطة ان تجر الأكثرية الى الانحطاط ام ان الأكثرية هي التي تستيطع ان تسير بالحزب الى الارتفاع عن الدنايا  والنهضة بدل الانحطاط ؟

فلو كانت الأكثرية اكثرية قومية اجتماعية كما اراد سعاده القوميين الاجتماعيين  لما استقالوا ،وكان واجبهم ان يطهّروا الحزب من الانحطاط دون ان يخرجوا ويشكلوا  حزب تنظيم جديد لم ير الشعب السوري من انجازاته خلال عشرات السنين نتائج ايجابية مفيدة كثيرة

لقد بني حزب الانتفاضة على خروج مجموعة يمكن تسميتها بفئة او طائفة او عشيرة اوقبيلة أضافت الى طوائف بلادنا طائفة جديدة او مذهبية جديدة ولم تقض على الويل التفتيتي بل زادته ضراوة .

ان استقالة الأكثرية من أعضاء المجلس الأعلى وهم الأكثرية بنظري لم تكن من أجل الحفاظ على الحزب لأنها لو كانت من جل الحزب والنهضة لاستمروا في مهماتهم ومنعوا اي قرار يمكن أن يمررباتجاه الانحطاط ، بل ان استقالتهم كانت من أجل شيء آخر وهذا الشيء الآخر هو بنظري ايضاً هو الحصول على اكثرية مطلقة تجعلهم المهيمنين والمسيطرين على كل قرار ولا تريد رأيأ آخر .

وهذا ما يدل على ان النزعة الفردية السائدة في المجتمع خارج الحزب والتي رفضها سعاده وحاربها حملها اولئك المستقيلون من خارج الحزب الى داخله ويجب ان لا ننسى اننا جميعاً باستثناء سعاده أمام  جبهتين : جبهة التخلص من العادات والتقاليد والمفاهيم الفردية الرديئة التي تسود المجتمع السوري التي جلبت على شعبنا كل الويلات ، والجبهة الثانية هي جبهة اكتساب التقاليد والعادات والمفاهيم  الجديدة التي تقوم على المبدأ العمومي الاجتماعي الذي اراد زرعه  سعاده  في القوميين بالتعاقد الثنائي بينه وبين كل عضو.  وليس بينه وبين مجموعة او عشيرة او طائفة او اتنية .

الذين استمروا في المركز كان التعاقد معهم افراديا مع سعاده وذهب مع الانتفاضة الذين تكتلوا وراء اشخاص. كان المركز مستمراً على التعاقد الثنائي الذي قام الحزب على أساسه . أما حزب الانتفاضة لم يؤسس على تعاقد ثنائي بل قام على تجمهر او تكتل همّه الأكبر ان يكبر التكتل والتجمهر لمصلحته الفئوية التكتلية . وهذ ما حصل بالأمس القريب عندما نشأ الحزب الثاني الكياني الذي تراسه الأمين عصام المحايري بتجمهر وتكتل آخر . وهذا أيضاً ما يحصل للمعارضات والتجمهرات في بيروت باسم ” حركة قسم” و” حركة 8 تموز” . وقد تتحول الحركة الى حزب آخر يطلقون عليه الحزب السوري القومي الاجتماعي . وهو حزب يقوم على تجمّع وليس على عقيدة ونظام وتعاقد ثنائي من أجل تحقيق قضية تساوي وجودهم .

 

ان الحزب الذي انتمينا اليه على اساس التعاقد الثنائي لا المجموعي واردناه ونريده ولا نرضى سواه هو الحزب السوري القومي الاجتماعي الاساسي المركزي الذي أسسه المعلم أنطون سعاده بكل مسيرته وتاريخه منذ عهد تأسيسه على يد سعاده حتى رئاسة الأمين الجزيل الاحترام أسعد حردان ، ولا نريد بالمطلق جميع التحركات والمعارضات والخروجات التي حدثت منذ عهد التأسيس حتى أيامنا هذه سواء كان الذين تحركوا وعارضوا ذووي مكانة متقدمة في دوائر الحزب العليا او المتوسطة او الدنيا ام لم يكونوا ، لأن الحزب الذي أسسه سعاده يرفض رفضاً مطلقاً وبشكل بات كل معارضة ولا يقر ولا يقبل الا ممارسة الحقوق والصلاحياتوالواجبات  .والفرق شاسع بين من يعارض للمعارضة وليقال انه معارض وبين  من يمارس حقوقه في النظام لمصلحة القضية .  فمن مارس حقوقه وصلاحياته الممنوحة له وواجباته المنصوص عنها في الدستور من سلطة الحزب أي سلطة  العقيدة والنظام والاخلاق القومية الاجتماعية  هو الرفيق القومي الاجتماعي المقبول ،والذي يمكن ان يعتمد عليه . والذي يعارض من دون ممارسة حقوقه وصلاحياته ومن دون القيام بواجباته هو المفتري والخارج عن روحية الحزب العقائدية والنظامية والدستورية والمنهجية والأخلاقية ولو كان من حملة أعلى الشهادات الجامعية .

هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي   ” للذين وحّدوا ايمانهم وعقائدهم فيه . هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي للأمة السورية “كما تعلمنا من مؤسسه سعاده.  ونحن فخورون كسوريين قوميين اجتماعيين بانجازاتنا في هذا  الحزب  واخفاقاتنا . بانتصاراتنا وانكساراتنا . بنجاحاتنا وأخطائنا . فمن الاخفاقات  والانكسارات والأخطاء نتعلم ونستفيد . ومن الانجازات والانتصارات والنجاحات نزداد قوةً ونتقدم . فلا الانكسارات أيأستنا وأثبطتنا ويمكن أن تثبط عزيمتنا  وتجعلنا يائسين ، ولا الانتصارات جعلتنا أو يمكن ان تجعلنا نتخلى عن اتزاننا ونصاب بالعنجهية والبطر.

 

 

تقول في رسالتك أيضاً : ” أما الذين رفضوا الإلتزام بقرارات مجلس الأمناء عرفوا بالمركز.”

في الحقيقة ان الذين عرفوا بالمركز والذين تقول عنهم رفضوا الالتزام بقرارات مجلس الأمناء هم الذين استمروا بالالتزام بقسمهم مع سعاده ولم يحنثوا بقسمهم ويخروجوا من المركز وراء أشخاص الا اذا كنت تعتبر ان الأشخاص الذين خروجوا واسسوا حزب تنظيم الانتفاضة هم أهم  من المؤسس سعاده . وقد تأكد لكل بصير ان سعاده هو المبدع حتى اليوم وما زلنا نغرف من بحر معرفته وعلمه وفلسفته وابداعه ، بينما الآخرون لم يضيفوا حرفاً على ابداع سعاده .

قرأت أيضاً في رسالتك هذه الجملة :” النتيجة صار هناك فريقين يدعون نفس الإسم ولكن واحد أراد الإستقلال بالإرادة وواحد دخل مع حلف بغداد ومن خلفه والذي إعترفوا بغلطهم بعد 15 عاما” في مؤتمر ملكارت.”

لا ادري اذا كنت أيها الرفيق العزيز قد قرأت بيان الحزب بالنسبة للأحلاف  في تلك المرحلة التي حسمت موقف الحزب بهذا الكلام: ” “لا تكتم السياسة القومية الاجتماعية مطلقا انها معادية للشيوعية ولعمليات التخريب الشيوعي في وطننا عداء لا هوادة فيه.وفي هذا المضمار نشترك مع المعسكر الغربي ولكن على الصعيد الفكري ومن ضمن نظرتنا الى القيم والحياة . وفي صراعنا ضد الغرب لانتزاع حقوقنا لا نهادن او نساعدالشيوعية نكاية بالغرب ، أيعقل ان ينتحر المرء نكاية بخصمه؟ ”

” والتحاف التركي-العراقي هو المظاهرة السياسية التي ربطت فيها حكومة بغدلد العراق وبالتالي الوطن السوري كله بالغرب في صراعه المسلح ضد الشيوعية دون ان تجني الأمة الثمن القومي أو تحقق الشروط القومية . لقد عالجت حكومة بغداد الأمر من زاوية العراق كشيء مستقل في حين ان العراق جزء من كل وفي حين ان هذا الكل الذي هو الوطن السوري له من المشاكل والقضايا المعلقة مع الغرب في مختلف كياناته ما لا يصح معه أي انحياز مسلح الى جانبه دون تأمين الشروط المعالجة لهذه المشاكل والقضايا .ليس مبدأ الحلف بحد ذاته هوالذي يدفعنا الى رفضه ، ولا كون التحالف هو مع الغرب بواسطة تركيا ، بل لأن الحلف لم يتضمن ما يمكن اعتباره مساعداً لوطننا في سعيه لاستكمال سيادته ووحدته وازالة العقبات التي تعترض طريق الوحدة والسيادة .”

 هذا بعض ما ورد في بيان الحزب آنذاك وقد رفض حلف بغداد، وفي أشياء كثيرة تدل على ان الحزب يعمل في السياسة من اجل المصلحة القومية الاجتماعية وليس ليكون تابعاً مأموراً لتنفيذ مآرب الآخرين.

ان الاتهام بأن الحزب دخل في حلف بغداد سهل ولكن اثبات ذلك يحتاج الى دليل وبرهان عملي ولا يجوز أو يحق لقومي أجتماعي أن يكتفي بالاشاعات ويصدّقها ويتخذ مواقفه على أساس الدعاية  .

أما العبارة المنعشة التي قرأتها في رسالتك والتي أرجو أن نستوعبها ونفهمها على حقيقتها هي “ وحدة الحياة كما غاية الحزب: النهضة، تتوجب علينا بالإحترام والمحبة وثم الإستمرار بنشر العـقيدة ومتابعة درسها وفهم تاريخ الحزب وكيفية المعالجة.”

فهي الكلام المفيد والمجدي والمهم الذي لا غنى عنه في كل مرحلة من المراحل ،وفي كل موقف  من المواقف التي يتوجب على القومي الاجتماعي ان يطبقه عملياً ويحياه حياة ويمارسه ايماناً .

وعلى ممارسة هذا المفهوم بنى سعاده ثقته بنا وقال في خطابه المنهاجي الأول سنة 1935 ” ان مهمة صون نهضتنا القومية الاجتماعية هي من أهم واجبات الحزب السوري القومي الاجتماعي ولن نعجز عن القيام بها على أفضل وجه ممكن ، فيمكن الدعوات الأجنبية أن تتفشى في فوضى الأحزاب ولكنها متى بلغت السوريين القوميين الاجتماعيين وجدت سداً منيعاً لا تنفذ منه ، لأن السوريين القوميين الاجتماعيين حزب غير فوضوي ولأنهم لا يتمشون الا على السياسة التي يقرّها حزبهم . ليسوا هم جماعة مبعثرة بل قوة نظامية ” فهل يجوز بعد هذا الكلام الحكيم أن تتفكك القوة النظامية وتتقهقر وتتحول الى جماعة مبعثرة بل جماعات متناثرة تتقاذفها رياح الأعداء وترمي بها في دهاليز الضياع والأوهام والنسيان؟       ان كل ذلك حصل لأن الرفقاء القوميين الاجتماعيين سمحوا في الخمسينات لبذرة الروح العشائرية ان تزرع في مدرستهم الفكرية العقائدية النظامية الاخلاقية القومية الاجتماعية .

 

البذرة الأولى للروح العشائرية في الحزب 

 

لقد كانت بذرة الروح العشائرية الأولى التي زُرعت في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي هي هيجان بعض المنفذين العامين الذين كوفئوا بلقب رتبة الأمانة لأنهم رفضوا يومها انتخاب الأمين عصام المحايري رئيساً للحزب بعد انتهاء مدة رئاسة الأمين جورج عبد المسيح ، وأجبروا الرئيس المنتخب على الاستقالة وفرضوا اعادة انتخاب الرئيس الذي انتهت ولايته بحجة انه لا يصلح للرئاسة بعد الزعيم الا الأمين جورج عبد المسيح متجاهلين ان الزعيم لم يكن رئيساً بل كان زعيما وزعامته كانت لمدى الحياة لأنها كانت مرجع العقيدة والنظام وكانت الضامن والكفيل لتثبيت العقيدة والنظام تغذيةً وعطاءً ، وعملاً وجهاداً ، وزوداً وتضحيةً ،  وفداءً  واستشهاداً .

أليست كلمة زعيم في العربية تعني الرجل الكفيل المسؤول الصادق الأمين الذي يفتدي عقيدته والمؤمنين بها بكل ما يملك حتى الدماء التي في عروقه ؟

ألم يثبت سعاده باستشهاده انه كان بالفعل زعيماً أمينا صادقاً وأهلاً للزعامة ؟

ونمت الروح العشائرية في صفوف الحزب ولم تقتصر على بعض المنفذين العامين بل تسربت الى بعض الأمناء وبعض الرفقاء لتهوج مرة ثانية بعد نهاية المدة الثانية من رئاسة الأمين جورج عبد المسيح فلم يستطع الرئيس الجديد ان يكمل فترة رئاسته  بهدوء وسلام من غير أن ينفجر الوضع مرة أخرى وتحصل على اثر انفجاره ما سميَّ بالانتفاضة  لتعيد الى الواجهة رئاسة جورج عبد المسيح مرةً ثالثة .

أهكذا يكون التركيز على العقيدة ومحاربة الانحراف الفكري  كما تقول في رسالتك عن المركزيين  والانتفاضيين في  العبارة التالية : ” لكنهم لم يركزوا على التبجح بنظام الشكل بل على العقيدة وحاربوا الإنحراف الفكري. “ متهماً القوميين الاجتماعيين المركزيين بعدم تركيزهم على العقيدة  وبالانحراف الفكري ؟

قد ينحرف شخص أو أشخاص أو قلة أو كثرة لكن لا يجوز ان نعمم فنقول ان المكزيين تبجّحوا بنظام الشكل ووحدهم الانتفاضيون ركّزوا على العقيدة ومحاربة الانحراف .

قال سعاده في محاضرته الأولى : ” النظامية الفكرية والروحية والمناقبية التي كانت العامل الأساسي الأول في نشوء النهضة القومية الاجتماعية وتولد هذه الحركة العظيمة الآخذة في تغيير نفسية هذه الأمة ومصيرها ، كادت تنعدم في دوائر الحزب العليا بعامل الاهمال،وأصبحت الحركة مهددة بالميعان العقدي والنظامي

ان كلام سعاده صحيح  وينطبق بالكامل على حالة الحزب بعد عودته من المغترب واستغرابه وجود بعض ” الاعضاء يتقولون في قضايا الحزب والعقيدة والحركة كما لو كانوا غرباء عن الحركة القومية الاجتماعية بالكلية “. ولكن سعاده لو عاش حتى الوقت الذي انفجرت فيه تظاهرة الانتفاضة والبلبلة التي خلقتها لما قال بعض الأعضاء بل لقال ان الكثيرين من الأمناء والرفقاء والمسؤولين  لا يتقولون في قضايا الحزب والعقيدة والحركة كما لو كانوا غرباء عن الحركة وحسب بل يعملون لشل  الحركة والقضاء على النهضة والعودة الى التفسخ والتضارب والشك ونشر  الأراجيف وتعميم المعرقلات والنزعات الفردية الخبيثة . 

أما قولك ان المجلس الأعلى أصبح دون العدد القانوني للنصاب بعد استقالة أكثر أعضائه ” عندها دعى رئيس مجلس الأمناء، مجلس الأمناء للإنعقاد وتم إنتخاب مجلس الأعلى جديد والذي هو بدوره إنتخب رئيسا” جديدا” وهو ما عرف بالإنتفاضة وهي كانت دستورية قانونية. ” “فان الأمناء الذين استقالوا ، ومجلس الأمناء الذي انعقد ، والمجلس الأعلى الذي انتخبه الأمناء المستقيلون والرئيس الذي انتُخب والانتفاضة التي تقول انها كانت دستورية قانونية ” كل ذلك لم يكن الا تحايلاً وتجنب تكرار الطريقة التي اسقط بها المنفذون العامون رئاسة عصام المحايري واعادة انتخاب جورج عبد المسيح ، وبهذه الطريقة حاولوا اسقاط رئاسة الأمين أسد الأشقر واعادة انتخاب جورج عبد المسيح .

لست من الذين يتحمسون للأشخاص بل من الذين يعملون للنهضة، وسيبقى نشاطي وجهادي ما حييت من أجل النهضة .

من المعيب جداً ان تصل الأمور بين تلامذة سعاده الى ما وصلت اليه من التضارب والتقاتل والتشاتم والشائعات والوشايات التي لا نتيجة لها الا التخلف والانحطاط والتقهقر بدل التأخر والتقدم والارتقاء .

ان الحل الذي اقتنعت به منذ بداية انتمائي الى الحزب هو ان يعود جميع الذين خروجوا منه او عليه اليه ويمارسوا حقوقهم ويقوموا بواجباتهم ويتعاونوا على النهوض جميعا لننهض معاً او نسقط معاً، ولا يحق مطلقاً أن يهرول حزب سعاده الذي اسسه مركزيا تسلسليا بتعاقد ثنائي الى الالتحق بالتكتلات او العشائر التي خرجت منه .

هذا هو الرأي الذي اراه أصوب وأصح وأنفع .

فالحزب السوري القومي الاجتماعي ليس فيه موالاة ومعارضة بل فيه حقوق وصلاحيات وواجبات لأنه حركة نهضوية حقيقية عظيمة محورها وحدة روحية نظامية . وغايتها مصلحة الأمة السورية فوق كل مصلحة خصوصية في الداخل، اوغريبة تهبّ على الأمة من الخارج.

وقاعدة هذه الوحدة الروحية النظامية طبيعة خيرة ونفسية جميلة وقضية فيها كل الحق والخير والجمال ، ودعائمها ثابته هي الحرية والواجب و النظام والقوة وهي التعبيرالأوفى والأكمل عن ظاهرة الوجدان القومي الاجتماعي في اعضاء هذا الحزب وفي أبناء الأمة عقلانيين وعلامانيين ودينيين وكل المتنورين خارج الحزب الذين خاطبهم الزعيم بقوله المحييّ :” ان فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ ” وقد فعلت ونقضت حكم تاريخ الويلات والانكسارات والهزائم ووضعت حداً للفتوحات التي جعلتنا على هامش التاريخ زمناً طويلاً ،ولم تكن المعركة التي خاضتها المقاومة في 2006 في وجه الكيان اليهودي الصهيوني ومن يسانده من أمم العالم ومن الأقربين والأبعين الا ترجمة أمينة وتعبيراً فذاً عن الصبر العظيم والانتصار العظيم اللذين اشار اليهما سعاده .

دمت للحق والجهاد

لتحي سوريا حياة الرقيّ والسعادة

الرفيق يوسف المسمار

البرازيل – كوريتيبا في 27/07/2016

  

 

إقرأ أيضاً

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh عمل عظيم وسخي للعالم الاجتماعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *