من داعشية قطع الرؤوس الى تشويه النفوس

” الفوضى الخلاقة”

من داعشية قطع الرؤوس الى تشويه النفوس

 

استلمت عبر البريد الالكتروني من الأمين أحمد اصفهاني الجزيل الاحترام الذي فصل مؤخراً بقرار حزبي لمدة ثلاثة أشهر مقالة بقلم الرفيق العزيز أسامة عجاج المهتار تحت عنوان ” الموقف الأخلاقي الشريف” بدأها بهذه الفقرة: ” هناك عبرة كبيرة للسوريين القوميين الاجتماعيين في ما يحدث من انهيار متسارع في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. العبرة هي: هناك موقف أخلاقي من الفساد والغباء، إما أن تتخذه أو أن توصم به وتوسم بتخليك عن اتخاذه. وهذه العبرة هي برسم أولئك الذين لا يزالون يدعمون إدارة علي قانصو ومن ورائه أسعد حردان في قيادة الحزب سواء مباشرة    أو بالصمت المريب.”وقرأت العبارة ذاتها على موقع الفايسبوك يتداولها بعض الرفقاء .

الحكم على القيادة بالفساد والغباء

يُفهم من الكلام المتقدم ان كل من يدعم من الأمناء والرفقاء السوريين القوميين الاجتماعيين وهم كثيرون في الوطن ومنتشرون عبر الحدود حضرة الرئيس الأمين علي قانصو والأمين أسعد حردان الجزيلي الاحترام في قيادة الحزب سواء مباشرة او بالصمت المريب هو موسوم بتخليه عن اتخاذ الموقف الأخلاقي من الفساد والغباء . وحتى لا يوصم ولايوسم بعدم اتخاذ الموقف بنظر كاتب المقال ،عليه أن يتخذ العبرة الكبيرة مما يحدث في ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب . ويفهم أيضاً ان كاتب المقال حكم بشكل قطعي على الرئيس الأميركي بالفساد والغباء وحكم أيضاً على معارضيه بالموقف الاخلاقي من الفساد والغباء وكل ذلك حصل بدون تحقيق ومن غير محاكمة وكذلك حكم على كل رفيقة او رفيق قومي اجتماعي لا يؤيده في موقفه من الأمينين علي قانصو وأسعد حردان الجزيلي الاحترام عند القوميين الاجتماعيين الملتزمين بعقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي ونظامه اعتبرهم غير اخلاقيين في موقفهم .

السقوط في عالم الأنسانية الأدبي

لا أرى في الرد على ذلك أفضل من التذكير بما كتبه الزعيم أنطون سعاده في مجلة المجلة السنة العاشرة مايو 1924 في مدينة سان باولو- البرازيل حيث قال : ” الأميركيون أرادوا أن يكونوا مساوين للفرنسيين في سوريا فليكن لهم ما يريدون ، فالسوريون لا يخسرون مقابل ذلك شيئاً ولكن الأميركيين يخسرون شيئاً هاماً . انهم يخسرون مركزهم والثقة التي كانت للوطنيين بهم ، وغداً اذا لاقى الأميركيون من الوطنيين السوريين إعراضاً ونفوراً جزاء اقدامهم على امتهان كرامة سوريا فقد لا يمنعهم شيء عن أن يتهموا السوريين بالتوحش والهمجية وأن ينسبوا اليهم كل فرية هم براء منها . من يمنعهم ؟ أضمائرهم وقد ماتت ؟ أقلوبهم وقد تحجرت ؟ أعواطفهم وقد اضمحلت ؟ أادمغتهم وقد نضبت ؟ أانسانيتهم وقد أمحلت ؟ أنوابغهم المصلحون والأرض خلاء منهم الآن ؟ لا . لا شيء ولا أحد يمنعهم وغداً يسجّل التاريخ أن الولايات المتحدة العظمى قد سقطت في عالم الانسانية الأدبي كما سقطت فرنسا العظمى ولتكن الولايات المتحدة على ثقة أن الدولارات مهما كثرت وفاضت فهي لا يمكنها أن تعمي بصيرة التاريخ

هذا ما اكتشفه وأعلنه المعلم سعاده في حكام الولايات المتحدة الأميركية منذ سنة 1924 الذين يتخذهم كاتب المقال قدوة وعلى الرفقاء القوميين الاجتماعين أن يتعلموا منهم الدرس ويأخذوا العبرة لاصلاح حزبهم باللجوء الى ” الفوضى الخلاقة ” التي صدّرتها لنا العبقرية الصهيواميركية الباهرة والتي خططت لها مدة طويلة من الزمن لتدمر مجتمعنا ومجتمعات العالم .وهذه الخطة تتسلل اليوم لتدمير الحزب السوري القومي الاجتماعي على أيدي من كانوا رفقاء قوميين اجتماعيين بهرتهم وسحرتهم وتمكنت من نفوسهم “المعجزات الفكرية الأميركانية “التي أشار اليها أديبنا العبقري الكبير جبران خليل جبران حين قال : ” اذا نظّم الغربيون سيئاتهم بدت كأنها حسنات واذا نظّموا حسناتهم بدت كأنها معجزات “.

” الفوضى الخلاّقة ” ابتكار باهر

والفوضى الخلاقة ” التي ابتكرتها الولايات الصهيواميركية هي من حسنات رغباتهم لأنفسهم واشباع أهوائهم وليس من الحسنات التي يمكن أن تصب في مصلحتنا ولم يتنبه الكثيرون من أبنائنا ومن رفقائنا الى أنها من أكبر مصائب الويل التي يمكن ان تحل بنا ، بل هي قمة الويل الذي قال عنه معلمنا سعاده : ” مالذي جلب على شعبي هذا الويل ؟!”.

فاذا كان الأميركيون الذين ماتت ضمائرهم،وتحجرت قلوبهم ، واضمحلت عواطفهم، ونضبت أدمغتهم، وأمحلت انسانيتهم، وخلت الآرض من نوابغهم المصلحين الفاعلين، فأي عبرة مفيدة يمكن أن نأخذها منهم غير عبرة واحدة هي عدم تقليدهم وعدم السير على خطاهم ؟!

أليسوا هم وحلفاؤهم حكومات انكلترا وفرنسا هم الذين غرزوا في قلب أمتنا السرطان الاسرائلي ومدّوه وما زالوا يمدّوه ويجبرون الشعوب على مدّه بأسباب العيش والبقاء ؟!

وهل يصح أن نتخذهم قدوة لنا في اصلاح أمورنا ؟!

فاذا كانت قدوة المعارضين في حزبنا هي ما يجري في الولايات المتحدة الأميركية بين الرئيس الأميركي ومعارضيه ، فانها بلا شك قدوة باهرة في خداعها وساحرة في تضليلها .

حقيقة الرئيس ترامب ومعارضيه

المعارضون في الولايات المتحدة الأميركية لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس من أجل دستور عادل، ولا من أجل قوانين سليمة تنفع الأميركيين وتنفع الشعوب ، ولا من أجل أخلاق انسانية حميدة ، ولا من أجل سياسات دولية راقية ، ولا من أجل احترام مصلحة شعبهم ومصالح الشعوب في العالم تقوم على الاحترام المتبادل وتعاون الأمم فيما بينها لاقامة نظام دولي عالمي عادل ينقذ البشرية من شرائع الغاب ، بل هم يعارضونه وهو يعارضهم من أجل شهوة صهيواميركية أكبرهي شهوة التسلط على الأمم واستعبادها والتمتع بخيراتها . هذه هي الحقيقة التي يمكننا معرفتها والتثبت منها من خلال ما تقوم به حكومة الولايات الصهيواميركية من مؤامرات وغزوات واجتياحات عدوانية على الشعوب التي ترفض هيمنتها .

والرئيس الأميركي ترامب ومعارضوه جميعهم يتنافسون أولاً من أجل غرس كيانات اسرائيلة أتنية ملية طائفية فئوية تكتلاتية شركاتية فردية أنانية جديدة في بلادنا ، وثانياً من أجل تلقيح أبناء شعبنا بمزيد من مصل اليأس والخمول والتخاذل والخيانة والتفلت والاستهتار وتعميم الفوضى . وسرّخلاف الرئيس الأميركي ترامب ومعارضيه الوحيد الأوحد هو على أساليب اقامة البؤر الاسرائيلية في بيئتنا الطبيعية، وتسريب عقاقيرتسميم وتسويس أفكارأبناء شعبنا ، وتطبيق عمليات التلقيح بالفتن بشتى أصناف الكراهيات والغباوات المؤدية الى نشر الخيانة وتعميم الذل والهوان، وقد وصلت شحنات هذه الأفكار وبدأت تتسلل الى نفوس البعض ممن تسجلت أسماؤهم في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي فظنّوا أنفسهم أنهم وحيدين في ادراك وفهم العقيدة السورية القومية الاجتماعية ونظام نهجها ونظرتها الشاملة الى الحياة والكون والفن،واعتقدوا خاطئين أنهم وحدهم يصلحون للقيادة ، وأن الصياح والصراخ والعربدة على الفايس بوك هي خير وسيلة لايصال أفكارهم المستوردة الى أبناء شعبنا زعيقاً وهجاء وشتائم وصلت اليهم واستقوها من أعراب الجاهلية الذين وصفهم أحسن وصف القرآن الكريم حين قال عنهم “الأعراب أشد كفراً ونفاقا“.

النجاح الباهر في ممارسة الفوضى الخلاقة

لا شك ان بعض  الأعضاء الذين انتسبوا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي نجحوا نجاحاً باهراً وتخرجوا أكاديمياً ببراعة وتفوق وبامتياز في موضوع ” الفوضى الخلاقة ” الناتجة عما سماه حضرة الزعيم سعاده ” بالحركات السياسية الاعتباطية ” وهي فوضى خلاقة للفتن والاحقاد والتشوهات في المجتمع .   لقد كانت “الفوضى الخلاقة المبهمة الخلق ” من أبرز صادرات الصهيواميركية الى شعبنا وسائر الشعوب . والاطروحات التي استوحاها بعض الهائجين على الحزب السوري القومي الاجتماعي وقيادته كانت اطروحاتهم عن الحرية مثلاً تعزيزُ الاقناع بعبودية التكفير والشتائم والتشويه وممارسة هذا المفهوم هجاءً ودعايةً وسباباً ولم تكن لهم اطروحة واحدة عن مفهوم الحرية القومية الاجتماعية المناقبية الاخلاقية التي تلزمهم باحترام غيرهم .

وكانت مقالاتهم عن النظام ترسيخُ أساليب الفوضى والتفنن بنشرها وانتشارها ، ولم يكلّفوا أنفسهم بأطروحة جدية واضحة عن مفهوم النظام القومي الاجتماعي الاخلاقي القائم على عقيدة صحيحة صالحة والالتزام به والعمل بموجبه.

وكانت لهم تعليقات في الواجب ولكنهم ركّزو على واجب التفلت الشخصي الاناني ولم يغنوا مكتبة النهضة بدراسة عميقة عن معنى الواجب في العقيدة القومية الاجتماعية المناقبية وقيمته في تحقيق الانتصار كما لم يلزموا انفسهم بواجب لأنهم اعتبروا ذواتهم فوق الواجب وتحمّل المسؤولية .

وكانت لهم خطابات كثيرة في معنى القوة التجمهرية الرومانسية المشبعة بالاوهام واضغاث الاحلام ولم نر لهم بحث واحد مسؤول ورصين عملي كتابة أو فعلاً تؤدي الى توضيح روح القوة القومية الاجتماعية التي اعتبرها المعلم أنطون سعاده:” القول الفصل في اثبات الحق القومي الاجتماعي أو انكاره“.

وكانت لهم مناظرات ارتجالية مماحكاتية في مفهوم منظومة دعائم الحرية والوجب والنظام والقوة ولكن لم يكلّفوا أنفسهم عملياً وفعلياً ممارسة قيم الحرية الواعية،والواجب الحق ،والنظام الصحيح والقوة الفاعلة النافعة التي هي دعائم وقيم دولة الحزب السوري القومي الاجتماعي .

وكانت لهم اجتهادات اقتبسوها ونقلوها عن مدارس وجامعات الدول التسلطية الاستعمارية عن المقاييس والاستراتيجيات موضوعة لاذلال شعبنا واذلال سائر الشعوب ،ولم يهتموا بمقاييس القومية الاجتماعية واستراتيجيتها التي وضعها لنا المعلم سعاده لتحقيق نهضتنا وعزّنا ونهضات جميع الشعوب وعزّها وفي ظنّهم وهماً انهم تخطوا سعاده وتجاوزوه ،وعندما شعروا انهم خاطئون حملوا يافطة :”العودة الى سعاده ” لأنهم لم يفهموه جيّدا وابتعدوا عنه ولم يدروا ان قاعدة القومي الاجتماعي الواعي المدرك هي : ” الانطلاق من سعاده ” وليس ” العودة الى سعاده “. ولو انطلقوا من سعاده بشكل صحيح لما ابتعدوا عنه ولما روّجوا للعودة اليه .

معارضو الرئيس ترامب وخطرهم علينا

ان المعارضين لسلوكية واسلوب الرئيس ترامب الذي وصفه كاتب المقال ” بالسفيه والمجنون والعنصري ” هم أكثر خطراً على شعبنا منه لأنه واضح ولا صعوبة في اكتشاف خطره ، أما معارضوه فهم كالحرباء يتلونون وتاريخ اولئك المعارضين حافل بالجرائم ضد أمتنا وممارساتهم الكارثية ضد كل ما هو سوري حر وضد كل ما هو عربي حضاري حقيقي أصيل منذ أكثر من تاريخ اعلان سعاده    ” سقوط حكومتهم في عالم الانسانية الأدبي“.

والدليل الكافي انهم ما احترموا يوماً ولا زالوا لا يحترمون حقوق أمم، ولا مصالح دول، ولا مباديء انسانية ، ولا يهتمون الا بما يجعلهم أكثر توحشاً وأفظع همجية وأشد فتكاً بوجودنا والقضاء علينا.

القدوة لا تكون من الأعداء

وهنا أعود الى موضوع فصل الأمين العزيز أحمد أصفهاني الجزيل الاحترام لأذكّر بدرسين قوميين اجتماعيين مهمين يمكننا أن نأخذ منهما العبرة و ليس من الأميركيين الذين يريدون ويعملون على سحقنا . فالقوميون الاجتماعيون الأصحاء الواعون يتعلمون وياخذون دروسهم ويعتبرون بمواقف رفقائهم الأبطال وثباتهم في ميادين الصراع ولا يرضون الا بانتصار مناقبية وأخلاقية عقيدتنا القومية الاجتماعية وانتصار نهضتنا.

الدرس الأول حدث مع حضرة الرفيق والأمين فيما بعد هنري حاماتي الجزيل الاحترام عندما صدر بحقه قرار فصل، وقد كنت يومها والرفيق العزيز جوزيف بابلو من أقرب المقربين وأكثرهم تقديراً ومحبة للآمين هنري ولا نفترق عن بعضنا الا قليلاً . ومع أننا كنا على ثقة ان القرار الذي اتخذ بحقه كان متسرعاً وظالماً الا أننا التزمنا بالقرار وبقينا ملتزمين حتى انتهت مدة قرار الفصل فكنا أول الزائرين له . وأذكر أن أول امتحان لوعي الأمين هنري حاماتي ومناقبيته القومية الاجتماعية بعد قرار فصله أثناء سريان مدة الفصل حين جاء أحد الصحفيين ليجري مقابلة معه وطرح عليه سؤالاً عن موقف الحزب في بعض القضايا ، فأجابه الأمين هنري حامتي أن السؤال يجب أن يوجه الى قيادة الحزب المسؤولة وليس اليه باعتباره مفصولاً . فقال له الصحفي مستهجناً : ولكنهم فصلوك . فأجاب الأمين هنري حاماتي : أنا قومي اجتماعي حتى الطرد وسأبقى قومياً اجتماعياً حتى لو لأصبحت مطروداً .

والدرس الثاني هو ماحدث مع الرئيس الأسبق الرحل الأمين الجزيل الاحترام والتقدير أسد الأشقر بعد اضرابه عن الطعام وصيامه احتجاجاً على المعاملة السيئة التي مارستها السلطة اللبنانية في معاملة رفقائنا الأسرى المساجين . وقد كان الأمين أسد الأشقر السبّاق في اضرابه عن الطعام وقراره لم يكن صادراً عن قيادة الحزب وبقي اسبوعاً مضرباً وحده حتى صدر أمر الى الرفقاء المساجين من رئاسة الحزب يومها بالاضراب عن الطعام الى ان تستجيب السلطات للمطالب أو البقاء مضربين حتى الموت .

وبالفعل استجاب جميع الرفقاء القوميين الاجتماعيين لقرار الرئاسة وبدأت المفاوضات بين قيادة الحزب والسلطات اللبنانية الى ان وصل العديد من القوميين الاجتماعيين الى مشارف الموت فاستجابت السلطة اللبنانية لمطالب الحزب .

بعد استجابة السلطة لمطالب الحزب صدر أمر آخر من الرئيس وكان يومها الأمين عصام المحايري بانهاء الاضراب عن الطعام ففك المضربون اضرابهم باستثناء الأمين أسد الأشقر الذي اعتبر ان السلطة تناور وتحاول الخداع واستمر وحده مضربا ما يقارب عشرة أيام أخرى ولم يخضع لقرار الحزب الى أن جاءه رسول من قيادة الحزب وكما أعلم كان الرفيق غسان الأشقر الأمين فيما بعد وأخذ الأمين غسان الأشقر يحاول اقنعاه بالعدول عن قراره تنفيذاً لقرار رئاسة الحزب الذي تم تنفيذه من قبل جميع الرفقاء المساجين المضربين ، فرفض ألامين أسد الأشقر بعد نقاش وقرر البقاء على اضرابه ،ولكنه حين أصر على عدم الالتزام بقرار الحزب وفك اضرابه عن الطعام قال له الأمين غسان : يا حضرة الأمين أسد أنت أمام حالتين وعليك أن تختار اما ان تلتزم وتطيع قرار الحزب بفك الاضراب والا فاني ملزم أن أقوم بواجبي وابلاغك قرار فصلك من الحزب وهوفي جيبي.فبهت الأمين أسد الأشقر ونظر اليه بكبر وقال: ما دام الحزب أصبح قادراً على فصل الأمين أسد الأشقر فانا الآن التزم وأطيع الأمر وفك اضرابه عن الطعام بعد ان قارب الخمسين يوماً على اضرابه . وكان هذا الموقف البطولي للأمين أسد الأشقر كموقفه الكبير بعد قرار فصله الذي أصدره الزعيم أنطون سعاده بحقه .

عقيدة الحزب تنتصر لأنها عقيدة حياة

لقد أسيء فهم عقيدة حزبنا ونهج حزبنا من حكام كيانات أمتنا ومن بني قومنا أكثر مما أسيء من الأعداء الغزاة المستعمرين ، وأسيء فهم المناقبية الاخلاقية القومية الاجتماعية أكثر وأكثر ممن حسبوا أنفسهم يوماً اعضاء في هذا الحزب السوري القومي الاجتماعي على الرغم من أن مدرسة الحزب المناقبية لم تعلّم تلامذتها الا على مباديء الاخاء القومي الاجتماعي الذي يعمل من أجل عزّ جميع أبناء الأمة في الداخل واحترام جميع حقوق الأمم في الخارج . ومدرسة حياة بهذه النوعية وبهذا المستوى لا يمكن ان تكون لتلامذتها   الا الحضن الدافيء الذي يساعدهم على الخروج من الفوضى الى النظام ومن التخاذل الى الواجب ومن العبودية الى الحرية ومن الضعف الى القوة ومن الباطل والشر والقبح الى الحق والخير والجمال.فاذا كان بعض من انتسب الى الحزب السوري القومي الاجتماعي قد استهتر بهذه القيم فلأنه رسب في امتحان ان يكون قومياً اجتماعياً ، ومن يرسب في امتحان ممارسة القيم القومية الاجتماعية يسقط بلا شك الى دركات الشهوات الخصوصية والنزوات الشخصية الانانية .

فهل يدرك الذين يرشقون الحزب ومسؤوليه وأعضائه بتهم الفساد والغباء وبالاأخلاقية أنهم يسيئون الى أنفسهم ولا يسيئون الى الحزب وأعضائه ؟ وأن دعوتهم لوحدة الحزب هي دعوة باطلة عندما يعتبرون الصلاح في نفوسهم والفساد في رفقائهم ؟ وكيف يريدون وحدةً تجمع بنظرهم بين الصلاح والفساد ؟ ولماذا ما داموا يأخذون دروسهم من أعدائنا ويعتبرون معارضي الرئيس الأميركي قدوة لهم لا يؤسسون حزبهم الصالح ويتركون حزب الفساد ويعملون بصلاحهم ليرى الناس أعمالهم الصالحة ويحققوا النهضة التي بها يحلمون ؟

لا أشك أبداً أن الذين فعلت فيهم العقيدة القومية الاجتماعية سيتخذون المواقف التي لا تقل قيمة ولا اهمية عن مواقف الأمينين أسد الأشقر وهنري حاماتي الجزيلي الاحترام . ولا يداخلني شك مطلقاً ان الذين وحّدوا ايمانهم في الحزب السوري القومي الاجتماعي سينفضون عنهم غبار فرديتهم حين تستيقظ في أعماقهم شخصيتهم القومية الاجتماعية أمام مشهد نسور زوبعتهم الذين يكتبون بجراحهم ودمائهم وشهدائم استمرار مسيرة الحزب الى النصر الذي لا ريب فيه .

ولكن الشيء الذي لا أتمناه هو أن يبقى بعض الرفقاء على كراسيهم الهزازة يبثون على مواقع الفايسبوك هواجسهم وأوهامهم ورغباتهم أو على كراسي أرصفة المقاهي يتثاءبون بأحاديث لا تقدم ولا تؤخر، وأقاويل وروايات لا تزيد اليائسين الا يأساً وخمولاً الى ان تدركهم ساعة الرحيل وهم في أوهامهم سارحون .

أيها الرفقاء السوريون القوميون الاجتماعيون

مع كل يومٍ جديد يتكاثر الواعون الأحرار في أمتنا وعالمنا العربي الذين يقرون بصحة مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي هو المختبر العملي والحيوي والواقعي لاظهار صحتها وجدواها لتحقيق حركات النهوض في مجتمعنا وسائر المجتمعات العربية .

حذار أن تبتعدوا عن هذا الحزب فهو الأمل وفيه الرجاء ليبقى صوت حقنا فاعلاً ومنتصراً في هذا الوجود . فواجب كل واحد من أبناء الحياة وبناتها أن يعي ويعمل بارشاد المعلم سعاده القائل :

ليس لنا وقت نضيّعه في الجدل الكلامي والمماحكات السقيمة. ان مصلحة الأمة أمرٌ مقدّسٌ عندنا وليس في العالم شيء يصرفنا عن خدمة المصلحة القومية “.

” إنّ المبادئ الأساسية، الّتي تشكّل التعاليم الرئيسية للحزب، هي الشيء الثابت الراهن، الراسخ . وما بقيّة موادّ القوانين إلاّ وسائل علمية قابلة للتغيير والتحوير وفي يد المحكمة الآن أدلّة تثبت أنّنا كنّا على وشك تعديل هذه القوانين.”                                

” لا يمكننا التخفي وراء الحقيقة … إن إنتصار المجتمعات لا يأتي سهلاً … بل بحاجة الى جهد وعناء … بالفكر وبالعمل وبالسلاح تنتصر أهدافنا التي ولدت المقاومة لأجلها “.

“إن البلاد اليوم تجاه ما تأمله من إنشاء نظام اقتصادي اجتماعي راق هي أحوج ما تكون إلى رجال العلم رغم هذه  التخمة الكاذبة من المتعلمين . وسر هذا الفقر هو أن هنالك ميزتين إذا فقدتا من المتعلم كان علمه عبئاً على مجتمعه. أولا:الاختصاص الفني وثانياً الروحية الاجتماعية ، وهاتان الميزتان لا يمكن لهما أن تنشآ قبل ظهور الوجدان القومي ووضوح الشخصية القومية.

فالتخصص ميزة للمجتمع لا للفرد أو هو ظاهرة اجتماعية تظهر من تلقاء نفسها عند بلوغ المجتمع إلى مستوى معين من تطوره، ولا معنى لتخصص الفرد في مجتمع هو دون مستوى التخصص، ومن الطبيعي أن الصفة لا يمكن أن تسبق الموصوف فيجب أن تتبلور شخصية المجتمع وتتولد الروحية الاجتماعية وإذ ذاك يتجه المجتمع نحو هذه الغاية التي لا يمكن أن يدركها الأفراد.

أما الروحية الاجتماعية أو المثال الأعلى القومي فيجب أن يقوم على أساس المصلحة القومية . إن جميع المثل العليا الإنسانية لا تتحقق ما لم يقترن بمصلحة واضحة. كلنا نرغب في إقامة العدل بين الناس ولكن ليس فينا من يدفع نفقات المحكمة التي تقيم العدل إلا متى كان له مصلحة فيه، ولهذا السبب لا تنتصر المثل العليا القومية على المثل اللاقومية.

إن وجهة النظر القومية يجب أن تصبح المحور الأساسي في برنامج التهذيب القومي وهذا التطور يؤول بطبيعة الحال إلى إقامة النظام العلمي المنتج الباني.”

بهذه الدروس الحكيمة أرادنا سعاده قوميين اجتماعيين لا بالسباب ولا بالشتائم ولا بانعدام الاحترام

أفما آن آن يتضح الفرق بين نساء ورجال العلم الحقيقيين الذين يحتاجهم مجتمعنا وبين المتعلمين الذين يعج بهم المجتمع ويكاد يختنق من الورم القاتل والتخمة بهم ؟!

أيها الرفقاء القوميون الاجتماعيون

الحزب فاتح ذراعيه لكل من استيقظ فيه الوجدان القومي الاجتماعي وبرزت فيه الشخصية القومية الاجتماعية ومارس حياته بأخلاقية اجتماعية راقية ولم يقبل فوق مصلحة أمته مصلحة لا شخصية داخلية ولا عدوانية خارجية ولا يريد من العضو الا أن يوحَّد ايمانه وعقيدته في الحزب الذي يسير الى الأمام غير آبه بشتائم الشتامين وصياح المهوّلين الذي يتردد خلفه ويتضاءل ضجيجه كلما امتد سيرالحزب وسجّل خطوة جديدة الى الأمام .

الرفيق يوسف المسمار

البرازيل- كوريتيبا في 23 /08/2017

 

 

إقرأ أيضاً

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh

Imensa e generosa obra do sociólogo e filosofo Antoun Saadeh عمل عظيم وسخي للعالم الاجتماعي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *